نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن 3 مسؤولين إيرانيين قالت إنهم مطلعين على خطط طهران العسكرية، قولهم إن المرشد علي خامنئي وجه المجلس الأعلى للأمن القومي، الاثنين، للاستعداد لشن هجوم على إسرائيل، وذلك، بعدما قال مسؤولون إيرانيون إن رد طهران على الهجوم الإسرائيلي الأخير “حتمي”، وأنه سيكون “قاسياً ومهلكاً”.

وقال المسؤولون إن خامنئي اتخذ قراراه بعدما راجع تقريراً مفصلاً من كبار قادة الجيش، عن حجم الدمار الذي لحق بقدرات إنتاج الصواريخ الإيرانية، والدفاعات الجوية حول طهران، والبنية التحتية الأساسية للطاقة، وميناء رئيسي في جنوب البلاد، جراء الهجوم الإسرائيلي على طهران السبت الماضي.

واعتبر خامنئي أن حجم الهجمات الإسرائيلية وعدد الضحايا، الذي بلغ على الأقل 4 جنود، كان أكبر من أن تتجاهله البلاد، مضيفاً أن عدم الرد هو بمثابة “اعتراف بالهزيمة”.

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية، التي حللتها وكالة “أسوشيتد برس” وهيئة الإذاعة البريطانية BBC، الثلاثاء، أن الهجوم الإسرائيلي على إيران ربما ألحق أضراراً جسيمة بقواعد عسكرية يديرها الحرس الثوري، ومنشآت أخرى مرتبطة بإنتاج الصواريخ والدفاع الجوي، وربما النشاط النووي.

ووفقاً لصور الأقمار الاصطناعية، فقد ضربت إسرائيل هدفاً استراتيجياً، هو مجمع بارشين الواقع على بعد حوالي 30 كيلومتراً شرق طهران. وحدد الخبراء، بما في ذلك خبراء المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، بارشين كمركز لإنتاج الصواريخ والقذائف.

جدول زمني يبتعد عن الانتخابات الأميركية

وتحدث المسؤولون الإيرانيون، بشرط عدم ذكر أسمائهم، وقالوا إن قادة الجيش يحضرون قائمة بعشرات الأهداف العسكرية داخل إسرائيل، ولكن الهجوم الإيراني سيحدث على الأغلب بعد الانتخابات الأميركية، وسط قلق إيراني من أن تصاعداً للتوتر والفوضى في الإقليم، قد يفيد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في مساعيه للعودة إلى البيت الأبيض.

وقال نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني علي فدوي إن “الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي حتمي”. وأضاف فدوي “أن إيران ومنذ أكثر من 40 عاماً لم تترك أي اعتداء بلا رد ويمكننا استهداف كل ما لدى الصهاينة في عملية واحدة”.

وحذر رئيس مكتب خامنئي محمد محمدي كلبايكاني من أن “الرد الإيراني على العدوان الصهيوني الأخير سيكون قاسياً ومهلكاً”، وفق ما نقلت وسائل إعلام إيرانية.

وشنت إسرائيل السبت الماضي، هجوماً متعدد المراحل على مواقع عسكرية في إيران، رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني في الأول من أكتوبر، بنحو 180 صاروخي باليستي انطلقت من مناطق متعددة في البلاد، وأصاب بعضها قاعد “نفتيم” الجوية.

وقالت إيران إن الهجوم جاء رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران، واغتيال الأمين العام لـ “حزب الله” اللبناني حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، نهاية سبتمبر الماضي.

إسرائيل تتوقع رداً

وكانت مصادر قد قالت لـ”أكسيوس” الخميس، إن الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن إيران تحضر لشن هجوم على إسرائيل من الأراضي العراقية خلال الأيام المقبلة، وألمحت إلى احتمال شن الهجوم قبل الانتخابات الأميركية المقررة الثلاثاء المقبل.

وذكر مصدران إسرائيليان لـ”أكسيوس”، أن احتمال شن إيران للهجوم عبر الميليشات العراقية الموالية لها في العراق، وليس بشكل مباشر من الأراضي إلإيرانية، قد يكون محاولة لتجنب هجوم إسرائيلي آخر ضد أهداف استراتيجية في إيران.

وقال المصدران إن الاستخبارات الإسرائيلية تشير إلى أن الهجوم المتوقع، قد يتم انطلاقاً من العراق، باستخدام عدد كبير من المسيرات والصواريخ الباليستية.

والخميس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تتمتع بحرية حركة غير مسبوقة في إيران، بعد الهجوم الأخير، مشيراً إلى أن منع إيران من الحصول على أسلحة نووية يمثل أولوية قصوى لإسرائيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *