هجومٌ حمساوي غير مسبوق ومتعدد الجبهات على إسرائيل، يُنذر بسيناريوهات مخيفة، لاسيما على المدنيين بغزة.
وصباح السبت، استيقظت إسرائيل على وابل من الصواريخ تُطلق من قطاع غزة، والعشرات من مسلحي حركة حماس يتسللون داخل الحدود شديدة التحصين، برا وبحرا وجوا.
وبعد ساعات من بدء الهجوم، كان مسلحو حماس ما زالوا يخوضون معارك بالأسلحة النارية داخل عدة بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، في استعراض مفاجئ لقوة يجزم مراقبون أن تداعياتها ستجر سيناريوهات وخيمة.
كما أظهرت مقاطع أخرى جنديا إسرائيليا مقتولا داخل غزة يتم جره ودهسه من قبل حشد غاضب من الفلسطينيين وهم يهتفون “الله أكبر”.
إسرائيل تتوعد
في هذه الأثناء قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب متلفز: “نحن في حالة حرب”، معلنا تعبئة جماعية لاحتياطيات جيش البلاد.
وأضاف أن “العدو سيدفع ثمنا غير مسبوق”، متعهدا بأن إسرائيل “سترد بإطلاق النار بحجم لم يعرفه العدو”.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل 22 شخصا حتى اللحظة بينهم امرأة في الستينيات من عمرها قُتلت عندما أصاب صاروخ أُطلق من غزة باتجاه مستوطنات في غلاف القطاع.
في المقابل، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بوقوع إصابات في صفوف “العديد من المواطنين” دون إعطاء أرقام، في حين نادت مكبرات الصوت في المساجد بصلاة الحداد على المسلحين القتلى.
وضرب الجيش الإسرائيلي أهدافا في غزة ردا على نحو 2500 صاروخ تم إطلاقها من القطاع.
وقال الجيش إن قواته اشتبكت مع مسلحي حماس الذين تسللوا إلى إسرائيل في سبعة مواقع على الأقل.
ولم يتضح على الفور ما الذي دفع حماس إلى شن هجومها الذي جاء بعد أسابيع من التوترات المتصاعدة على طول حدود غزة.
وأعلن القائد الغامض للجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، عن بدء ما أسماه “طوفان الأقصى”.
وقال الضيف، الذي لا يظهر علنا، في رسالة مسجلة: “هذا يكفي”، ودعا الفلسطينيين من القدس الشرقية إلى شمال إسرائيل للانضمام إلى القتال.
انعكاسات خطيرة
مسؤول فلسطيني كبير ، كشف أن “حماس لم تشاور أحدا قبل القيام بهذا الهجوم”، مؤكدا أن الهجوم “ستكون له انعكاساته خطيرة للغاية على كل الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة”.
وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لدواع سياسية “من الصعب جدا الاقتناع بمحاولة حماس تبرير ما قامت به بالدفاع عن الأقصى”.
مضيفا “نعتقد أن حماس تحاول التهرب من مشاكلها الداخلية في قطاع غزة خاصة بعد تزايد الأصوات الاحتجاجية على تردي الأوضاع الاقتصادية وموجة الهجرة من قطاع غزة، فهي تعتقد أن وجودها في مواجهة مع إسرائيل سيجعل السكان يلتفون من حولها”.