في ضوء التقارير الدولية التي تفيد بأن الحرب في جنوب لبنان سيستمر لشهور طويلة يزداد القلق بين مقاتلي حزب الله من انهم غير مستعدين للقتال في أشهر الشتاء المقبلة٬ بسبب غياب القيادة او بسبب عدم الجاهزية التكتيكية
في حين تصر المقاومة الإسلامية بربط جبهة لبنان في غزة ٬ ما قد يشكل ضغطاً على إسرائيل اتجاه الموافقة على وقف إطلاق النار في غزة
وقالت إسرائيل إنها شنت غزواً برياً في جنوب لبنان ضد جماعة حزب الله المسلحة، ما يمثل تصعيداً كبيراً جديداً في الصراع الطويل الدائر بين القوتين، ويهدد بنشوب حرب إقليمية واسعة النطاق في المنطقة.
وأكد جيش إسرائيل أن قواته تنفذ مداهمات “محدودة” في القرى القريبة من الحدود، فيما واصلت الطائرات شن غارات جوية مكثفة على جميع أنحاء لبنان.
يأتي ذلك بعد أسابيع من الضربات العنيفة التي وجهتها إسرائيل لحزب الله الشيعي المدعوم من إيران، بما في ذلك مقتل زعيمه حسن نصر الله.
وشنت إسرائيل هجومها بعد ما يقرب من عام من الأعمال العدائية عبر الحدود بسبب الحرب في غزة، قائلة إنها تريد ضمان العودة الآمنة لسكان المناطق الحدودية الذين نزحوا بسبب هجمات حزب الله.
وعلى الرغم من الهجمات، لا يزال حزب الله صامداً في وجه تلك الضربات. كما يصر على مواصلة إطلاق وابل من الصواريخ على شمال إسرائيل بين الحين والآخر، معلناً استعداده للمعركة القادمة.
حزب الله يعلن استعداد مقاتليه لمواجهة أي غزو
نفى المتحدث باسم حزب الله محمد عفيف الثلاثاء أن تكون القوات الإسرائيلية قد عبرت إلى جنوب لبنان، وذكر أنه لم تكن هناك “اشتباكات برية مباشرة”.
لكنه أضاف أن الجماعة “مستعدة لمواجهة مباشرة مع القوات المعادية التي تتجرأ أو تحاول دخول الأراضي اللبنانية وإلحاق أكبر الخسائر بها”.
كما أطلق حزب الله المزيد من الصواريخ والقذائف على إسرائيل، وهي الهجمات التي قال عفيف إنها “مجرد بداية” لرده على الهجمات الإسرائيلية.
ودوت صافرات الإنذار عدة مرات في بلدة المطلة الحدودية حيث قال حزب الله إن مقاتليه استهدفوا القوات الإسرائيلية بنيران المدفعية والصواريخ دون الإشارة إلى أي توغل.
كما زعمت الجماعة أنها أطلقت صواريخ باتجاه قاعدتين للمخابرات الإسرائيلية في منطقة وسط تل أبيب. وقال المسعفون إن شخصين أصيبا على الطريق السريع بالقرب من كفر قاسم.
ألحقت إسرائيل أضرارا جسيمة بحزب الله في الأسابيع الأخيرة، إذ قتلت أكثر من عشرة من كبار القادة في الجماعة ودمرت على ما يبدو آلاف الأسلحة في الغارات الجوية. كما تشير أصابع الاتهام إليها بأنها ضالعة في انفجار هجمات البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكية التي خلفت آلافا من أعضاء حزب الله ومدنيين مشوهين أو مصابين بالعمى وقتلت عدداً آخراً.
ومع ذلك، يقول محرر بي بي سي للشؤون الدولية جيريمي بوين إن مقتل حسن نصر الله في غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة الماضية هو أكبر ضربة على الإطلاق تلقاها حزب الله.
وكان نصر الله، لحوالي ثلاثة عقود، هو القلب النابض لحزب الله. واعتمد على التمويل والتدريب والأسلحة القادمة من إيران حتى حوَّل الجماعة إلى قوة عسكرية أدت هجماتها إلى إنهاء احتلال إسرائيل لجنوب لبنان في عام 200 وقد استمر 22 عاما، وقاتلت لمدة شهر حتى أنهت الوجود العسكري الإسرائيلي بالكامل في جنوب لبنان عام 2006.
واعتبرت إسرائيل مقتل نصر الله نصراً كبيراً. وفي خطاب مليء بالتحدي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة الماضية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل “تنتصر” في الحرب ضد الأعداء الذين يريدون تدميرها. و كان في ذلك الوقت قد سمح بتنفيذ الضربة التي قتلت نصر الله.