الضفة الغربية – بعد موجة من العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة داخل عدد من المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، تبدو المشاهد أكثر قسوة من أي وقت مضى. دمار واسع طال البنى التحتية، ومنازل سويت بالأرض، وشوارع تحولت إلى ركام، ما جعل آلاف السكان غير قادرين على العودة إلى منازلهم، التي لم تعد صالحة للسكن.

في مخيمات مثل جنين ونور شمس، تحولت الأزقة الضيقة إلى ساحات مواجهة، ودفعت العملية العسكرية أثمانًا باهظة على حساب المدنيين. تقول أم محمد، وهي أم لخمسة أطفال: “لم يبقَ لنا شيء… بيتنا دُمّر بالكامل، ولا نعرف إلى أين نذهب، أطفالنا ينامون في المسجد منذ أيام.”

النازحون يعيشون في ظروف صعبة، دون مأوى دائم أو خدمات أساسية، وسط غياب شبه كامل للمساعدات العاجلة، فيما تتجه الأولويات نحو إزالة الركام وإعادة الإعمار.

لكن في خضم هذه الكارثة، تتعالى أصوات الغضب من داخل المجتمع الفلسطيني، موجهة سهام الاتهام إلى الكتائب المسلحة التي كانت سببًا في استهداف هذه المناطق. كثير من المواطنين يعتقدون أن الوجود المسلح داخل المخيمات جلب الدمار لمنازل المدنيين، دون أن يحقق أي نتيجة تذكر.

يقول أحد السكان الغاضبين، رافضًا ذكر اسمه: “نحن من ندفع الثمن، ليس المسلحون… بسببهم تُستهدف المخيمات، وتُهدم بيوتنا فوق رؤوسنا، وكل ما نريده الآن هو الأمان، لا المزيد من المواجهات.”

ومع استمرار عمليات الترميم البطيئة، يشعر المواطنون بالإحباط من أن الأموال والمساعدات الموجهة للمناطق المنكوبة لا تُخصص للقطاع الصحي أو دعم العائلات المتضررة، بل تذهب غالبًا لمشاريع إعادة الإعمار المرتبطة بالبنية التحتية، وسط غياب واضح لأي خطة إنقاذ إنساني عاجلة.

في ظل هذه المعاناة، تبقى التساؤلات قائمة: إلى متى سيبقى المدنيون وقودًا لصراعات عسكرية لا يملكون فيها قرارًا؟ وهل سيأتي يوم يُعاد فيه الاعتبار لحياة الناس وأمنهم فوق أي اعتبار آخر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *