في الأيام الأخيرة، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي تقارير تحذر من ما يُعرف بـ”مسيرة المكابيين”، التي يُزعم أنها تستهدف البلدة القديمة في القدس بمناسبة عيد الأنوار اليهودي. وعلى الرغم من إعلان بعض الحركات اليهودية نيتها تنظيم هذه المسيرات، إلا أنه من غير المتوقع أن تشهد نشاطاً واسعاً هذا العام، خصوصاً بعد فشل محاولاتها السابقة العام الماضي، والتي سرعان ما أوقفتها قوات الشرطة الإسرائيلية.

تجدر الإشارة إلى أنه في العام الماضي صدرت إدانات رسمية متعددة من الناطق باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ضد أي تصريحات أو محاولات تهدف إلى تغيير الوضع القائم في المدينة. ومن المتوقع أن يستمر هذا الموقف هذا العام، ما يشير إلى التزام الحكومة بعدم السماح بأي خطوات قد تؤدي إلى تصعيد الأوضاع في المنطقة.

في الأيام الأخيرة، انتشرت تحذيرات على وسائل التواصل الاجتماعي حول تنظيم مسيرة تُعرف باسم “مسيرة المكابيين”، وهي مسيرة يهودية يُزعم أنها تستهدف البلدة القديمة في القدس بمناسبة عيد الأنوار اليهودي (حانوكا). أثارت هذه التقارير مخاوف واسعة النطاق لدى الفلسطينيين، خاصةً في ظل التوترات الدائمة في المدينة التي تعد محوراً للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

خلفية “مسيرة المكابيين”

تشير التقارير إلى أن هذه المسيرة تنظمها جماعات يهودية دينية تهدف إلى التأكيد على السيادة اليهودية في القدس، مع التركيز على البلدة القديمة، بما في ذلك الأماكن المقدسة التي تشهد توتراً دائماً بين المسلمين واليهود. ورغم ما تروج له هذه الجماعات من تصريحات، إلا أن الخبراء الأمنيين أكدوا أن هذه المحاولات باءت بالفشل في العام الماضي، حيث قامت الشرطة الإسرائيلية بوقفها سريعاً لتجنب التصعيد.

تصريحات رسمية

من جانب آخر، أكدت مصادر رسمية أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تنوي إحداث أي تغيير في الوضع الراهن للمدينة أو السماح بمسيرات من شأنها إثارة التوترات. خلال العام الماضي، أصدر الناطق الرسمي باسم مكتب رئيس الوزراء بيانات تدين بشدة أي تصريحات أو تحركات تهدف إلى زعزعة الاستقرار أو تغيير الوضع الراهن، مؤكدًا أن هذا الموقف سيبقى ثابتاً.

ردود الفعل الفلسطينية

في المقابل، أعرب الفلسطينيون عن قلقهم من أن تكون مثل هذه المسيرات محاولة لإحداث استفزازات سياسية ودينية تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض. وأكدت الهيئات الدينية في القدس، بما في ذلك دائرة الأوقاف الإسلامية، أن أي تحركات غير قانونية أو استفزازات ستواجه بالرفض الشعبي، مشددةً على ضرورة حماية الأماكن المقدسة والحفاظ على هويتها الإسلامية.

التوقعات للعام الحالي

على الرغم من التحذيرات المتداولة، يرى مراقبون أن احتمالية تنظيم مسيرة واسعة النطاق هذا العام ضعيفة، خاصةً بعد فشل المحاولات السابقة والضغط الدولي المتزايد على إسرائيل لتجنب التصعيد. كما أن الشرطة الإسرائيلية، التي تحاول الحفاظ على الاستقرار، لن تسمح بتنظيم أي فعاليات من شأنها تهديد السلم المجتمعي في المدينة.

التوازن بين الأعياد والواقع السياسي

عيد الأنوار اليهودي يحمل رمزية دينية كبيرة بالنسبة للجماعات اليهودية، إلا أن محاولات بعض الأطراف تسييس هذه الأعياد تثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية من وراء هذه المسيرات. في الوقت ذاته، تؤكد الحكومة الإسرائيلية التزامها بعدم تغيير الوضع القائم لضمان استمرار الهدوء في البلدة القديمة وتجنب تصعيد جديد قد يمتد إلى مناطق أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *