قالت مصادر إعلامية أن إيران ترعى وساطة صفقة تبادل  بين حماس والسعودية ٫ بموجبها تفرج ميليشيا الحوثي عن المعتقلين السعوديين٬ في حين تفرج السعودية عن المعتقليين من أسرى حماس لديها.
وبالإشارة الى ما نشره موقع الميادين خلال الأيام الأخيرة حول صفقة للافراج عن اسرى حماس في السعودية٬ ما جعل حركة حماس تنفي  المعلومات التي وردت في الاسابيع الاخيرة٬  حول تقدم ملموس واتفاق يتم بلورته لتبادل الاسرى بين اليمن والمملكة السعودية.
والجدير بالذكر  أنه تم الاتفاق على عقد صفقة لتبادل الاسرى يتم بموجبها الافراج عن الأسرى السعوديين المعتقلين لدى الحوثيين مقابل الافراج عن أسرى حماس المعتقلين منذ عام 2019 في المملكة السعودية وعلى راسهم محمد الخضري رئيس مجلس شورى حماس سابقا وممثلها الرسمي في السعودية.
ويذكر أنه منذ عام 2020 تجري من حين الى آخر اتصالات بين الجانبين في محاولة لاطلاق سراح ضباط الجيش السعودي المعتقلين في اليمن لدي الحوثيين بقيادة عبد المالك الحوثي.
وفي اطار هذه الصفقة تحرص إيران بالخفاء على توجيه الحوثيين وذلك نظرا لمصلحتها الرئيسية في الملف التي ترى فيها إيران خطوة جيدة لتقوية العلاقات مع السعودية.

وساطة الحوثيين بأوامر من طهران

عقب التدهور الذي شهدته علاقة السعودية، ، توثقت علاقة حماس وقادتها مع وكلاء طهران في المنطقة. فحماس دائماً تناور بعلاقتها بين طهران والرياض، فإذا تدهورت علاقتها بطهران تقربت من الرياض والعكس، فكثيراً حدث أن حماس ردت على قرار إيران بوقف دعم الحركة، بزيادة انفتاحها الدبلوماسي على السعودية. فمع التوتر في العلاقات بين حماس والسعودية بسبب قضية السجناء، واستمرت الرياض في اتهامها بـ”الإرهاب” على لسان سفيرها في الجزائر، ثم وزير خارجيتها، ما أظهر فشل المصالحة حينها.

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

ففي 13 يوليو/ تموز 2017 وصف السفير السعودي في الجزائر سامي الصالح حماس بـ”الإرهابية”، وانتقدت الحركة “التحريض” ضدها، ودعت المسؤولين السعوديين لوقف “التصريحات المسيئة للمملكة وتاريخها”.

وفي 24 فبراير/ شباط 2018 وصف وزير الخارجية السعودي السابق، عادل الجبير، الحركة أمام البرلمان الأوروبي بـ”المتطرفة”

دخلت إيران لتملأ الفراغ التي تركته السعودية والدول الخليجية وتوثقت العلاقات بينها وبين حماس والحركات المسلحة. في نفس الوقت تجمع إيران علاقة قوية جداً بجماعة الحوثي التي تسيطر عسكرياً على مناطق واسعة في اليمن، فحركة الحوثي كثيراً ما دعمتها إيران بالمال والسلاح في حربها ضد السعودية.

استغلت طهران علاقتها القوية بجماعة الحوثي لتطلب منها اجراء صفقة تبادل السجناء محل الحديث مستغلة علاقتها الجيدة مع حماس، ورغبة منها لتقوية العلاقات مع قيادات حماس للضغط على إسرائيل.
حماس تنفي الصفقة

نفت حماس، صحة ما أوردته قناة “الميادين” حول تواصل الحركة مع المملكة العربية السعودية، لطلب الإفراج عن معتقلين فلسطينيين. وقالت حماس، في بيان، إنه لا صحة لخبر قناة “الميادين”، الذي قال إن “حماس تواصلت مع الرّياض للإفراج عن المعتقلين في السعودية.. والأخيرة ترد بشرط “صادم”.

وأضافت الحركة أن “الخبر مختلق تماماً ولا أساس له من الصحة، داعية إدارة القناة إلى ضرورة توخّي الدّقة والمصداقية في نقل الأخبار، وعدم الاعتماد على مصادر غير موثوقة، تسيء لنضال شعبنا وحركتنا ومقاومتنا”.

حماس وجماعة الحوثي جمعتهم إيران

هذا التقارب العلني، في علاقة كل من حماس والحوثي، تهنئات متبادلة وزيارات للقيادات تعكس شكل العلاقة التي ترعاها طهران. تلك العلاقة التي تمنح المتتبع إدراكاً كافياً للخلفيات التي عززت هذا التعاون الجديد والانسجام المشترك بينها في التعاطي مع جملة ملفات المنطقة. فسّر متابعون بروز العلاقات الحوثية بحماس بأنها تندرج في إطار جهود التقارب الذي تقوده طهران وتحت راعايتها، باعتبارهما طرفين يقعان ضمن دائرة الحلفاء الاستراتيجيين للمشروع الإيراني في المنطقة، وهو ما يؤكد تحرّك قوى إقليمية تعمل على التقارب بين جماعات الإسلام السياسي، الأمر الذي خلق خطوط تنسيق مشترك في ما بينها.

معلوم للجميع العلاقة الحميمية بين الطرفين (حماس وإيران)، وكون الحوثي إحدى الأذرع الإيرانية في المنطقة فإنّ حماس تنظر إليه من باب (صديق صديقي)، ربما لإنجاز تنسيق من نوع خاص بين الحوثيين وحماس، في إطار سعي الحوثيين لتقوية علاقتها الخارجية.