تواصلت هذا الأسبوع عمليات هدم المنازل في عدد من أحياء القدس الشرقية، حيث نفذت السلطات أوامر هدم بحجة عدم الحصول على تراخيص بناء مناسبة. وشهد حي جبل المكبر واحدة من هذه القصص المؤلمة، حيث اضطر هاني شقيرات، أحد سكان الحي، إلى هدم جزء من منزله بنفسه لتجنب الغرامات الكبيرة.
بُني منزل شقيرات على مساحة 130 مترًا مربعًا، ولكن بعد مرور عام وشهرين فقط على إقامته فيه، قرر هدم 80 مترًا منه ذاتيًا. القرار، رغم صعوبته البالغة، جاء نتيجة للضغوط التي يفرضها الواقع، إذ تفرض السلطات غرامات باهظة على من ترفض عائلاتهم هدم منازلهم بأنفسهم، بالإضافة إلى تحميلهم تكاليف الهدم الرسمية.
قرار ذاتي بدافع الضرورة
صرّح أحد المقربين من عائلة شقيرات أن قرار الهدم الذاتي لم يكن سهلًا أبدًا على هاني، مضيفًا: “لقد تحدث شقيرات علنًا عن مدى صعوبة هذا القرار عليه وعلى أسرته، لكنه كان مدركًا أن هدم المنزل بيده أفضل من مواجهة غرامة كبيرة وتكاليف إضافية”.
الهدم الذاتي أصبح اتجاهًا شائعًا بين السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية، الذين يجدون أنفسهم أمام خيارات قاسية نتيجة رفض السلطات منحهم تراخيص بناء قانونية، ما يجعل البناء أو الإقامة في منازلهم محفوفًا بالمخاطر القانونية والمادية.
تبعات نفسية واجتماعية عميقة
الهدم الذاتي ليس مجرد إجراء مادي، بل هو جرح نفسي عميق للسكان الذين يجدون أنفسهم مضطرين لتدمير منازلهم بأيديهم. هذه السياسات تترك آثارًا طويلة الأمد على الأفراد والعائلات، خاصة الأطفال، الذين يُحرمون من شعور الأمان في بيوتهم.