كشف مسؤولون أذربيجانيون كبار أن قرار استعادة تبلور على مدى أشهر مع تغير الحقائق الدبلوماسية.
وأضافوا في تصريحات لرويترز السبت أن الأمر كان أيضاً أمراً شخصياً للغاية بالنسبة للرئيس إلهام علييف.
من جهته، قال سفير أذربيجان لدى بريطانيا إيلين سليمانوف إن مجموعة من العوامل أقنعت علييف الآن بأن الوقت مناسب.
كما صرح لرويترز: “التاريخ يتناوب ويتعرج. لم نتمكن من القيام بذلك في وقت مبكر وربما لن تكون فكرة جيدة أن نفعل ذلك لاحقاً”.
فرار أكثر من 100 ألف
يأتي ذلك فيما أكدت الحكومة الأرمينية السبت فرار أكثر من 100 ألف من السكان الأرمن من إقليم في أعقاب العملية العسكرية التي شنتها أذربيجان وانتهت باستسلام الانفصاليين.
وقالت نظلي باغداساريان، المتحدثة باسم رئيس الحكومة نيكول باشينيان، إن أكثر من 100 ألف شخص غادروا الإقليم، علماً بأن عدد السكان الأرمن في المنطقة كان يقدر بنحو 120 ألفاً، وفق فرانس برس.
بدوره كتب أرتاك بلغاريان، الوسيط السابق لحقوق المدنيين في كاراباخ، على منصة “إكس” (تويتر سابقاً): “لم يبق سوى بضع مئات من الموظفين في القطاع العام والعاملين في مجال الإسعاف والمتطوعين وأشخاص من ذوي الحاجات الخاصة، وهم يستعدون بدورهم للمغادرة”، مردفاً أن هذه المعلومات “هي غير رسمية”.
“ستزول من الوجود”
جاء النزوح الجماعي للأرمن من كاراباخ بعد الإعلان عن حل الجمهورية الانفصالية المعلنة من جانب واحد، وعلى رغم دعوات أذربيجان لهم للبقاء.
فقد أصدرت السلطات الانفصالية في كاراباخ الخميس مرسوماً يقضي بحل “جميع المؤسسات في الأول من يناير 2024″، مؤكدة أن الجمهورية المعلنة من جانب واحد قبل أكثر من 30 عاماً، “ستزول من الوجود”.
بعثة أممية إنسانية
ووسط هذه التطورات، أعلنت الأمم المتحدة أن بعثة لتقييم الحاجات الإنسانية ستصل إلى المنطقة في نهاية هذا الأسبوع، هي الأولى من نوعها منذ نحو 3 عقود.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة ستيفان دوجاريك إن حكومة أذربيجان والأمم المتحدة اتفقتا على إرسال بعثة إلى المنطقة، موضحاً أن البعثة ستصل نهاية هذا الأسبوع.
كما أضاف: “لم نتمكن من دخول هذه المنطقة منذ نحو 30 عاماً الوضع الجيوسياسي المعقد. لذا من الأهمية بمكان أن نتمكن من الدخول”.
وتسود خشية من الانتقام بين سكان المنطقة ذات الغالبية المسيحية والتي انفصلت عن أذربيجان ذات الغالبية المسلمة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، وخاضت على مدى أكثر من 3 عقود مواجهات مع باكو، لا سيما خلال حربين بين عامي 1988 و1994 وفي خريف عام 2020.