يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، عدوانه المكثف على قطاع غزة، عبر غارات جوية وقصف مدفعي طال مناطق متفرقة، أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة آخرين، بينهم نازحون استهدفت خيامهم في منطقة المواصي غربي مدينة خانيونس، إلى جانب تدمير مبانٍ سكنية في مدينة غزة.

وفي تطور ميداني خطير، فجّر الاحتلال عدداً من المباني جنوب شرق مدينة غزة، بينما شنّت الطائرات الحربية سلسلة غارات على حي التفاح، ما أسفر عن مزيد من الضحايا المدنيين. وخلال الساعات الممتدة من فجر السبت حتى صباح الأحد، ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 56 جراء الغارات الإسرائيلية.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023، بلغت 51,157 شهيداً، فيما تجاوز عدد الجرحى 116,724 إصابة.

خطة توغل جديدة

في سياق متصل، كشف موقع “واللا” الإسرائيلي عن استعدادات يجريها جيش الاحتلال لتنفيذ “توغل بري واسع النطاق” في قطاع غزة، ضمن خطة محدثة تهدف إلى تقويض سيطرة حركة حماس. وتشمل الخطة تقطيع أوصال مدينة غزة إلى نصفين، ما سيؤدي إلى فقدان الحركة أكثر من نصف المناطق التي تسيطر عليها حالياً.

وذكر التقرير أن هذا التوغل سيتطلب تعبئة موسعة لقوات الاحتياط، وسحب وحدات من جبهات أخرى مثل لبنان وسوريا والضفة الغربية، بالتوازي مع توزيع المساعدات الإنسانية عبر شركات أميركية، في محاولة للالتفاف على إدارة حماس المدنية.

وبحسب المصدر ذاته، فإن الاحتلال لا يسعى حالياً إلى إسقاط حماس كلياً، بل يعتبر العملية تمهيداً لمرحلة جديدة، تتضمن إما صفقة تبادل أسرى تشمل نحو 10 أسرى أحياء و15 جثماناً، أو بدء هجوم شامل للسيطرة الكاملة على القطاع.

دعوات لحكم عسكري

من جانبه، جدّد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، دعوته لاحتلال قطاع غزة وفرض حكم عسكري، في تعقيب على خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تحدث عن ضرورة تحقيق نصر واضح. وقال سموتريتش عبر منصة “إكس”: “يجب إنهاء الحرب باحتلال كامل للقطاع دون تردد، وحتى إدارة عسكرية إذا لزم الأمر”.

أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فأكد على ضرورة استمرار الضغط العسكري، ومنع الوقود والكهرباء عن غزة، معتبراً أن “القوة وليس التفاهمات” هي السبيل الوحيد لاستعادة الأسرى.

أزمة إنسانية غير مسبوقة

في المقابل، حذر برنامج الأغذية العالمي من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، في ظل الحصار المشدد واستمرار العدوان، موضحاً أن أكثر من مليوني إنسان، معظمهم نازحون، يواجهون خطر المجاعة والعوز.

وأوضح البرنامج في بيانه أن سكان القطاع يعيشون بلا مصادر دخل، ويعتمدون كلياً على مساعدات غذائية محدودة يصعب إيصالها، في ظل تراجع حاد في المخزون الغذائي. وأشار إلى أن إغلاق المعابر يفاقم الأزمة، ويمنع دخول المواد الأساسية اللازمة لبقاء السكان على قيد الحياة.

ودعا البرنامج إلى فتح فوري ومستمر للمعابر لتجنب انهيار كامل في الأمن الغذائي، مشدداً على أن الوضع الإنساني في غزة كارثي بالفعل.

كما نبهت وكالة “أونروا” إلى أن أكثر من 2.1 مليون فلسطيني محاصرون في القطاع تحت نيران القصف والتجويع، بينما أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى تصاعد حاد في حالات سوء التغذية بين الأطفال، حيث ارتفع عددهم من ألفي طفل إلى 3600 خلال شهر واحد، معتبراً أن غزة تمر بأسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *