في قطاع غزة، استيقظت أمهات على أنقاض منازل تطبق على فلذات أكبادهن، وصراخهن.. لكن الأطفال كانوا قد ناموا إلى الأبد.

ولليوم الثالث على التوالي، تتواصل عملية “طوفان الأقصى” التي بدأتها حركة حماس، صباح السبت، في هجوم مباغت تسلل فيه مسلحوها إلى داخل البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة.

هجومٌ أسفر عن مقتل 700 إسرائيلي على الأقل، من بينهم 44 جنديا، وإصابة المئات، فضلا عن أسر العشرات. في وقت قال فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده تخوض “حربا طويلة وصعبة”.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية الحرب رسميا وأعطت الضوء الأخضر لـ”خطوات عسكرية كبيرة” للرد على حماس بسبب هجومها المفاجئ.

في حين عمل الجيش حتى يوم الإثنين على مطاردة المسلحين الذين ما زالوا في البلدات الجنوبية وكثف عملياته.

وفي رد انتقامي، نفّذ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية على غزة، منذ السبت، أسفرت عن مقتل 413 شخصا وإصابة 2300 آخرين.

صابرين أبو دقة، استيقظت على قصف إسرائيلي لتجد ثلاثة من أطفالها تحت أنقاض المنزل، وآخر في عداد المفقودين

بصوت ضعيف تقول صابرين وهي تتحدث من المستشفى لوكالة رويترز: “لقد انهار كل شيء فوقنا. وكان أطفالي حولي”.

نادت صابرين على أطفالها من تحت الركام، لكنها لم تسمع أي رد. وأضافت: “بدأوا في إزالة الأنقاض عني شيئا فشيئا. واستغرق الأمر ثلاث ساعات”.

ولفتت صابرين وسكان ثلاثة منازل أخرى دمرت في الغارات الجوية, بمدينة خانيونس، إنهم لم يتلقوا أي تحذير مسبق من إسرائيل.

وبالنسبة لهم، فإن هذا يختلف عن جولات القصف السابقة التي اتصلت خلالها قوات الأمن الإسرائيلية بالسكان لإبلاغهم بالإخلاء قبل الهجوم.

وفي مدينة رفح المتاخمة للحدود المصرية، قال أقارب إن غارة جوية إسرائيلية قتلت 12 فردا من عائلة أبو قوطة. ويعتقدون أن سبعة آخرين من أفراد الأسرة ما زالوا تحت الأنقاض.

وإلى جانب مواقع تابعة لحركة حماس، أصابت الغارات الجوية الإسرائيلية مبان سكنية وأنفاقا ومسجد ومنازل مسؤولي الحركة بغزة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في بلدة أوفاكيم التي شهدت سقوط قتلى واحتجاز رهائن إن “الثمن الذي سيدفعه قطاع غزة سيكون باهظا للغاية وسيغير الواقع لأجيال”.

ووصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري ما حدث بأنه “أسوأ مذبحة للمدنيين الأبرياء في تاريخ إسرائيل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *