بعد أكثر من عام على تصاعد العنف في قطاع غزة، تتعالى المطالب الدولية والمحلية لوقف إطلاق النار وإيجاد حل للأزمة الإنسانية المتفاقمة، إلا أن هذه الجهود تواجه عقبات كبرى، أبرزها إصرار محمد السنوار، أحد قيادات حركة حماس، على تبني مواقف متشددة تحول دون تحقيق اختراق في المفاوضات.

وفقًا لمصادر محلية، يرفض السنوار التنازل أو القبول بمبادرات دولية تهدف إلى إنهاء التصعيد وإطلاق سراح الأسرى من الجانبين، مشددًا على أن الأولوية هي الحفاظ على مكتسبات المقاومة وعدم تقديم تنازلات للجانب الإسرائيلي.

مناورة تكتيكية في القطاع الشمالي

تزامنًا مع استمرار المواجهات، أظهرت التقارير أن السنوار يعتمد على استراتيجية تقوم على التضحية بالجزء الشمالي من قطاع غزة، حيث تشهد المنطقة مواجهات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي. وتأتي هذه الخطوة كجزء من خطة لتخفيف الضغط عن الجزء الجنوبي من القطاع، والذي يعد معقلًا لعائلته ومسقط رأسه.

تصف مصادر ميدانية الوضع في شمال القطاع بأنه كارثي، حيث تتزايد أعداد النازحين وسط تدهور حاد في الخدمات الأساسية. بينما تتركز الجهود العسكرية لحماس على حماية المواقع الاستراتيجية جنوبًا، وهو ما يثير تساؤلات حول دوافع هذه الاستراتيجية وآثارها على المدنيين.

انتقادات داخلية وضغوط دولية

داخليًا، يواجه السنوار انتقادات من بعض القيادات والشخصيات المحلية، التي ترى أن سياسته تساهم في تعميق المعاناة الإنسانية لأبناء القطاع، خاصة في ظل تدمير البنية التحتية ونقص المواد الغذائية والطبية.

على الصعيد الدولي، تتزايد الضغوط على الأطراف كافة لوقف إطلاق النار واستئناف جهود التهدئة. ومع ذلك، تشير المصادر إلى أن المفاوضات تواجه عقبات كبرى بسبب تشدد بعض القيادات، بما في ذلك السنوار، الذي يرى أن أي تنازل في هذا التوقيت قد يُضعف موقف المقاومة.

مستقبل مجهول

في ظل استمرار التصعيد، يبقى مستقبل قطاع غزة مرهونًا بقدرة الأطراف على تقديم تنازلات تضمن وقف النزاع وتخفيف المعاناة الإنسانية. ومع إصرار السنوار على موقفه، يبدو أن تحقيق اختراق في الأزمة الحالية ما زال بعيد المنال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *