القدس – مراسل الشرق الآن

في ظل التصعيد الإقليمي المتصاعد بين إسرائيل وإيران، وتواصل الحرب المدمرة على قطاع غزة، يعيش تجار البلدة القديمة في القدس حالة من الركود الاقتصادي والقلق المتزايد، وسط تراجع حاد في الحركة التجارية والسياحية، وتخوف من استمرار الأزمة لفترة أطول.

الأسواق شبه فارغة، والأرباح غائبة

منذ اندلاع الحرب الأخيرة، تراجعت حركة الزوار والمشترين إلى أسواق القدس القديمة بشكل غير مسبوق، وفق ما أكده عدد من أصحاب المحال التجارية لمراسل الشرق الآن. ويقول التاجر المقدسي “محمود سلهب”، صاحب متجر لبيع التحف:

“الأوضاع غير مستقرة، لا سياحة، ولا زيارات، حتى أهل القدس أصبحوا يخشون التجوّل في البلدة القديمة. نحن نفتح محالنا يوميًا ونغلقها دون أي دخل يُذكر”.

ويُعتبر موسم الصيف في القدس عادةً أحد أهم المواسم التجارية في السنة، حيث تشهد المدينة إقبالًا كبيرًا من السياح والحجاج من الداخل والخارج، إلا أن أجواء الحرب دفعت بالزوار إلى الابتعاد، بينما يعيش سكان المدينة في ظل أجواء من التوتر والقلق من تصاعد المواجهات.

الأوضاع في البلدة القديمة تعكس مشهدًا مركبًا من أزمات متعددة، حيث يرى التجار أن الحرب في غزة أثّرت مباشرة على كل مناحي الحياة في القدس، بينما يضيف التصعيد مع إيران بعدًا أكثر تعقيدًا للمشهد، يزيد من المخاوف اليومية لديهم.

ويقول “أبو عزيز”، أحد أصحاب محلات الأقمشة في سوق العطارين:

“خسرنا الزبائن، وخسرنا الموسم، وخسرنا الأمل. نطالب فقط بوقف الحرب، نريد أمانًا، نريد أن نعيش كما كان الحال سابقًا. لا نريد أكثر من فتح المحلات والعمل بسلام”.

ومع تصاعد الخسائر التجارية وتزايد الضغوط المعيشية على السكان، تتعالى الأصوات المطالبة بوقف الحرب والبحث عن حلول سياسية تعيد الهدوء إلى المدينة. ويأمل العديد من التجار أن تنجح الجهود الدولية في تهدئة التوتر، حتى تعود الحياة إلى طبيعتها، ولو تدريجيًا.

وتظل البلدة القديمة في القدس، رغم محنتها، متمسكة بأمل العودة. تجارها، ممن ورثوا محالهم من آبائهم وأجدادهم، لا يزالون يفتحون أبوابهم كل صباح على أمل أن يعود الزوار، ويعود الصوت المعتاد في الأزقة: “تفضل، شوف شو في عنا اليوم”.

لكن في ظل استمرار التصعيد، تبقى عودة هذا المشهد مرهونة بقرار سياسي، يُنهي الحرب ويعيد الحياة إلى شوارع القدس القديمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *