بيت لاهيا – قطاع غزة

شهدت مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، مساء الأربعاء، تظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف المواطنين، طالبوا خلالها بوقف الحرب على غزة وتنحي حركة حماس عن الحكم، احتجاجًا على ما وصفوه بتحمل الحركة مسؤولية دخول القطاع في حرب مدمّرة أدت إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.

 

وأفادت مصادر محلية وشهود عيان أن عناصر تابعة لحركة حماس استخدمت القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين في بيت لاهيا، حيث جرى الاعتداء على المحتجين بالهراوات والركل، بالإضافة إلى إطلاق النار في الهواء لبث الرعب وتفريق الحشود. وأظهرت مقاطع مصوّرة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي رجالًا بلباس مدني يهاجمون المتظاهرين بعنف شديد، فيما تم اعتقال عدد من المشاركين في التظاهرات. ونددت جهات حقوقية باستخدام العنف لقمع الاحتجاجات الشعبية، معتبرة ذلك انتهاكًا صارخًا لحق المواطنين في التعبير السلمي عن آرائهم

وفي مخيم جباليا شمال قطاع غزة، خرجت تظاهرات حاشدة بالتزامن مع احتجاجات بيت لاهيا، حيث طالب المواطنون بوقف الحرب وتحسين الأوضاع المعيشية. إلا أن هذه المظاهرات قوبلت برد عنيف من قبل عناصر حركة حماس، الذين استخدموا القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين. أفاد شهود عيان بأن قوات الأمن التابعة لحماس اعتدت على المحتجين بالهراوات وأطلقت النار في الهواء، مما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين واعتقال آخرين.

وبحسب شهود عيان، فقد تجمّع المتظاهرون في مناطق متفرقة من المدينة، مرددين هتافات غاضبة تطالب برحيل حماس، على خلفية الحرب التي دفعت قطاع غزة نحو دمار واسع، وشرّدت مئات الآلاف من السكان، وسط شح حاد في الغذاء والدواء وتفاقم الأوضاع المعيشية.

وفي سياق متصل، قال شهود إن عناصر من حركة حماس، بعضها يرتدي الزي المدني، هاجمت المتظاهرين بعنف، مستخدمة الهراوات والأسلحة النارية لتفريقهم، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المحتجين، تم نقل عدد منهم إلى مستشفى كمال عدوان.

وأشار الشهود إلى أن عناصر الحركة شنّت حملة اعتقالات في صفوف المتظاهرين، تزامنًا مع خروج مظاهرة أخرى مؤيدة لحماس، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مباشرة بين الطرفين وسط حالة من الفوضى والتوتر الشديد في المدينة.

ورغم تصاعد الأحداث، لم تصدر وزارة الداخلية في غزة بيانًا رسميًا بشأن ما جرى، في حين أظهرت مقاطع مصوّرة انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي استخدامًا مفرطًا للقوة من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لحماس ضد المحتجين.

وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت يمر فيه قطاع غزة بواحدة من أعقد الأزمات التي يشهدها منذ سنوات، حيث عبّر كثير من السكان عن شعورهم بالغضب واليأس إزاء استمرار الحرب وتداعياتها، في ظل غياب أي أفق لحل سياسي أو إنساني ينقذ المدنيين من المعاناة المستمرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *