يشهد قطاع غزة، أزمة مالية حادة بعد قيام جهات مالية دولية بتجميد العديد من الحسابات والاستغلال ، ما تسبب في خسائر كبيرة للكثيرين وأدى إلى دخول العديد من الأفراد والتجار في دوامة الديون. وأفاد صرافون وتجار بأن عمليات الصرافة لا تزال نشطة، لكنها أصبحت أكثر تعقيدًا بسبب ارتفاع المخاطر والقيود المفروضة على تحويل الأموال وارتفاع نسبة العمولة التي ترعاها جهات حكومية .
ارتفاع تكلفة الصرافة وانتشار الاحتيال
بحسب مصادر محلية، فإن تكلفة الصرافة في غزة ارتفعت بشكل كبير، حيث يضطر المواطنون لدفع عمولات مرتفعة للحصول على أموالهم عبر طرق غير رسمية. وقد أدى ذلك إلى انتشار عمليات احتيال واسعة النطاق، حيث يستغل بعض السماسرة الظروف الصعبة ويعدون المواطنين بإيجاد حلول سريعة لاستلام أموالهم، قبل أن يختفوا دون تنفيذ وعودهم.
صرافون مرتبطون بحماس يستغلون الأزمة
وفي ظل هذه الظروف، كشف تجار وصرافون عن استغلال بعض مكاتب الصرافة التابعة لحركة حماس للوضع الراهن، حيث تفرض رسومًا إضافية على المعاملات المالية مستغلة حاجة المواطنين للحصول على أموالهم بأي طريقة ممكنة. وتشير مصادر محلية إلى أن بعض هذه المكاتب تعمل خارج الأطر الرسمية وتتعامل بطرق غير قانونية لتحويل الأموال، مما يفاقم من تعقيد الأزمة.
حماية أمنية لتجار متنفذين
من جهة أخرى، أفادت مصادر بأن بعض التجار المقربين من جهات أمنية في غزة يستفيدون من الحماية التي توفرها شخصيات نافذة في شرطة حماس، ما يمكنهم من التحكم في تدفق الأموال وفرض أسعار مرتفعة على السلع والخدمات دون رقابة حقيقية. ويشتكي المواطنون من غياب الشفافية واستغلال هذه الفئة للأزمة الاقتصادية لمضاعفة أرباحها على حساب الأهالي الذين يعانون من ضائقة مالية خانقة.
قلق ومخاوف بين المواطنين
تسود حالة من القلق بين الفلسطينيين الذين يعتمدون على التحويلات المالية القادمة من الخارج، حيث بات الحصول على هذه الأموال أكثر صعوبة بسبب القيود المفروضة والخشية من الوقوع ضحية لعمليات نصب أو استغلال من قبل جهات غير موثوقة. في المقابل، يواجه التجار المحليون صعوبة في الحصول على السيولة المالية، مما أدى إلى تراجع النشاط التجاري وزيادة حالة الركود الاقتصادي في القطاع.
مع استمرار الأزمة المالية وعدم وجود حلول واضحة في الأفق، يبقى الفلسطينيون في مواجهة واقع اقتصادي معقد، حيث تتداخل العوامل السياسية والاقتصادية والأمنية في تشكيل مشهد مالي يزداد صعوبة يوماً بعد يوم.