أثارت مشاهد الاحتفالات التي نظمتها حركة حماس خلال تبادل جثث الرهائن الإسرائيليين انتقادات حادة من جهات مختلفة في العالم العربي، حيث اعتبرها البعض “انحرافًا عن تعاليم الإسلام” وسلوكًا لا يتناسب مع القيم الدينية والأخلاقية. وأكد منتقدو هذه المظاهر أن الإسلام يحث على احترام الموتى، بغض النظر عن هويتهم، وأن استخدام جثث القتلى كوسيلة للاحتفال أمر غير مقبول من الناحية الدينية.
وقال أحد رجال الدين البارزين في المنطقة: “الإسلام يدعو إلى معاملة الأسرى والموتى بكرامة، والاحتفال بمثل هذه الطريقة لا يعكس القيم الإسلامية الحقيقية.”
مخاوف فلسطينية من تداعيات الاحتفالات
وإلى جانب الانتقادات الخارجية، أبدى بعض الفلسطينيين مخاوفهم من أن هذه الاحتفالات قد تؤدي إلى استفزاز الاحتلال الإسرائيلي، ما قد يدفعه إلى استئناف العمليات العسكرية ضد قطاع غزة. ويرى هؤلاء أن التصرفات المفرطة في الاحتفال قد تؤدي إلى تصعيد جديد في وقت يحتاج فيه سكان غزة إلى التهدئة وإعادة بناء حياتهم بعد الدمار الكبير الذي خلفته الحرب الأخيرة.
ويقول أحد سكان غزة: “نحن بحاجة إلى حلول سياسية ووقف دائم لإطلاق النار، وليس إلى تصرفات قد تمنح العدو ذريعة لإعادة الحرب علينا.”
ويعتقد مراقبون أن الطريقة التي تعاملت بها حماس مع ملف جثث الرهائن قد تؤثر على موقفها السياسي في الساحة الإقليمية، حيث تسعى العديد من الأطراف إلى تعزيز دور الوساطات لإيجاد حل طويل الأمد للصراع. ومع تصاعد الانتقادات، قد تجد حماس نفسها مضطرة إلى إعادة تقييم استراتيجيتها الإعلامية والسياسية في التعامل مع هذا الملف.
بينما ترى حماس في تبادل جثث الرهائن جزءًا من معادلة الصراع، فإن الاحتفالات التي رافقت العملية أثارت موجة من الانتقادات في العالم العربي، كما أبدى فلسطينيون خشيتهم من أن يكون لهذه التصرفات انعكاسات سلبية على الوضع الأمني في غزة. ومع استمرار حالة التوتر، يبقى السؤال حول مدى تأثير هذه المشاهد على مسار المفاوضات والتطورات المستقبلية في المنطقة.