أظهر استطلاع جديد للرأي أجري في أواخر آب/أغسطس ونشر هذا الشهر، تحولا كبيرا في تأييد الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين من مرشحة الحزب الديمقراطي كمالا هاريس، إلى مرشحة حزب الخضر جيل ستاين، مما قد يؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتأرجحة. ويعزى هذا التحول في التأييد إلى غضب الناخبين العرب والمسلمين من الدعم الأمريكي للهجوم الإسرائيلي على غزة.
كشف استطلاع للرأي أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) عن تحول كبير في توجهات الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين بعيدا عن كاملا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة، لصالح مرشحة حزب الخضر، جيل ستاين. وقد يؤثر هذا التحول على نتائج الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وأظهر الاستطلاع، الذي أجري في أواخر آب/أغسطس ونشر هذا الشهر، أن 40% من الناخبين المسلمين في ولاية ميشيغان يؤيدون ستاين، بينما حصل المرشح الجمهوري دونالد ترامب على 18%، وجاءت هاريس في المرتبة الأخيرة بنسبة 12%.
الغضب من دعم الهجوم الإسرائيلي على غزة
وعلى الصعيد الوطني، شمل الاستطلاع 1155 ناخبا مسلما، وأظهر تقدم هاريس على ترامب بنسبة 29.4% مقابل 11.2%، فيما فضل 34% مرشحي طرف ثالث، منهم ستاين التي حصدت 29.1%.
وتتقدم ستاين على هاريس بين المسلمين في ولايتي أريزونا وويسكونسن المتأرجحتين، حيث فاز الرئيس جو بايدن بفارق ضئيل في انتخابات 2020.
ويعزى هذا التحول في التأييد إلى غضب الناخبين العرب والمسلمين من الدعم الأمريكي للهجوم الإسرائيلي على غزة. فقد انخفض دعم المسلمين للديمقراطيين بشكل حاد منذ بدء الحرب على غزة قبل نحو عام.
جهود الحملتين لجذب الأصوات العربية والإسلامية
وأعلنت حركة “غير ملتزم” أنها لن تدعم هاريس رغم معارضتها لترامب، ولن توصي بالتصويت لطرف ثالث. وانتقدت الحركة عدم استجابة هاريس لطلب الاجتماع مع الأمريكيين من أصل فلسطيني ممن فقدوا ذويهم في غزة، ورفضها مناقشة وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل.
وفي المقابل، قال متحدث باسم حملة هاريس إن المرشحة الديمقراطية ملتزمة بكسب كل صوت وتوحيد البلاد، مع مواصلة العمل لإنهاء الحرب في غزة.
وتخوض ستاين حملة تركز بقوة على قضية غزة، داعية إلى وقف دائم لإطلاق النار وفرض حظر فوري على الأسلحة الأمريكية لإسرائيل. وقد ظهرت على غلاف صحيفة “ذا أراب أمريكان نيوز” تحت عنوان “الاختيار 2024”.
في الوقت نفسه، تسعى حملة ترامب لاستقطاب أصوات العرب والمسلمين. وقال ريتشارد جرينيل، القائم السابق بأعمال مدير المخابرات الوطنية في عهد ترامب، إن الحملة نظمت العشرات من الفعاليات للأمريكيين من أصول عربية والمسلمين في ولايتي ميشيغان وأريزونا.
وتكتسب أصوات الناخبين العرب والمسلمين أهمية خاصة في الولايات المتأرجحة، مثل ميشيغان وجورجيا وبنسلفانيا وويسكونسن، حيث قد تحسم نتيجة الانتخابات بفارق ضئيل من الأصوات.
وفي فيلادلفيا، التي تضم عددا كبيرا من السكان المسلمين السود، انضم نشطاء إلى حملة وطنية تحت عنوان “التخلي عن هاريس”، وساعدوا في تنظيم احتجاجات خلال مناظرتها الأخيرة مع ترامب.
وقال رابيول شودري، أحد رؤساء مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في فيلادلفيا: “لدينا خيارات. إذا تعهد ترامب بإنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم، ستنتهي اللعبة بالنسبة لهاريس”.
ويبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه التحولات في توجهات الناخبين العرب والمسلمين على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، خاصة في ظل التنافس المحتدم بين المرشحين في الولايات الحاسمة.