أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي٬ اغتيال القيادي في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، إبراهيم أبو شمالة، مساء السبت، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مركبته جنوب قطاع غزة، في عملية وُصفت بأنها “نوعية” ضمن سلسلة الاغتيالات التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق قيادات من الفصائل الفلسطينية
وبحسب ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن أبو شمالة كان يُعتبر حلقة وصل مركزية بين حركة “حماس” وإيران، حيث اتهمته تل أبيب بتلقي أموال مباشرة من طهران، وتنفيذ أجندات إيرانية داخل القطاع، لا سيما في ما يتعلق بدعم الجناح العسكري وتسليحه.
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، أنه قام بـ”تصفية” المدير المالي للجناح العسكري لحركة حماس.
وذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان مشترك مع جهاز الأمن العام “الشاباك”، أنه “تم استهداف إبراهيم أبو شمالة، مدير الشؤون المالية العسكرية لحركة حماس، ومساعد نائب قائد الجناح، مروان عيسى”.
وتأتي هذه العملية في وقت يعيش فيه قطاع غزة أوضاعًا إنسانية واقتصادية شديدة الصعوبة، حيث يعاني أكثر من مليوني نسمة من الحصار المستمر منذ سنوات، والذي اشتد بعد اندلاع الحرب في أكتوبر 2023. وقد تفاقمت الأزمة بفعل الانهيار شبه الكامل للبنية التحتية، والنقص الحاد في الغذاء والدواء والوقود.
وفي ظل هذا السياق المتوتر، تصاعدت في الأشهر الأخيرة حالة من الغضب الشعبي تجاه حركة “حماس”، التي تتهمها قطاعات واسعة من المواطنين في غزة بالتمييز في توزيع المساعدات، وبتخصيص الجزء الأكبر منها لأنصارها أو لأغراض تنظيمية. وتردد اسم إبراهيم أبو شمالة في هذا الإطار، إذ وُجهت له اتهامات محلية بإساءة استخدام أموال الدعم الخارجي، خصوصًا تلك القادمة من إيران، على حساب الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
مصادر محلية أشارت إلى أن أبو شمالة كان يشرف على آليات توزيع الإمدادات والموارد، مما جعله في مرمى انتقادات شديدة داخل الشارع الغزّي، خاصة مع ازدياد معاناة العائلات التي فقدت مصادر دخلها، وتعيش في ظروف كارثية.
ولم تصدر “حماس” حتى لحظة إعداد التقرير أي بيان رسمي بشأن اغتيال أبو شمالة أو الاتهامات الموجهة له، إلا أن فصائل مقاومة أخرى نددت بالعملية، واعتبرتها “جريمة جديدة في سجل الاحتلال”، متوعدة بالرد في الوقت والمكان المناسبين.
محللون سياسيون اعتبروا أن اغتيال أبو شمالة يمثل رسالة إسرائيلية واضحة تهدف إلى ضرب شبكات الدعم والتمويل داخل غزة، خاصة تلك المرتبطة بإيران، في ظل التصعيد الإقليمي المتواصل.
يذكر أن الغارات الإسرائيلية تواصل استهدافها المكثف لقطاع غزة لليوم الـ263 على التوالي، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية وشيكة إذا استمر التصعيد وتعثر الجهود الدولية لوقف إطلاق النار.