أثار اختفاء الداعية سلمان الداية الكثير من التساؤلات في أوساط الجماهير حول اختفائه وعدم الإدلاء بتصريحات جديدة حول ٧ أكتوبر ٬ حيث تتبادر الشكوك حول أن الداية تعرض للتهديد من قبل حركة حماس في غزة٬ بعد ظهوره بالتصريح الأخير الذي انتقد به حركة حماس وقيامها بعملية السابع من أكتوبر.

وانتقد الداية السابع من أكتوبر حيث وصفه بأنها معركة غير متكافئة  وأودت بحياة الكثير من الفلسطينيين وأدت إلى دمار كبير بالقطاع الذى يعيش أصعب الظروف الاقتصادية بسبب انتشار الفقر وضعف الاقتصاد والحصار المفروض٬ مضيفاً بأن حياة الانسان أغلى من أي شيء.

فبعد أكثر من عام على حرب القطاع، أصدر علماء دين فتاوى تنتقد هجوم “حماس” على إسرائيل، وكذلك تنتقد الفوضى وانعدام الأمن وسرقة المساعدات الإنسانية وغلاء الأسعار، وكل هذا ناتج من انهيار النظام والقانون بسبب القتال بين “حماس” وإسرائيل.

ويقول أستاذ أصول دينية، سلمان الداية في فتواه “لم تتوفر أركان الجهاد أو أسبابه أو شروطه في هجوم السابع من أكتوبر، وكان على الساسة في بلادنا الذين يستطيعون تقدير مجريات الحرب، تجنب الهجوم، وذلك حتى لا تهلك أرواح الناس”.

ويضيف “الخسائر الكبيرة بين المدنيين في غزة والدمار الواسع في البنية التحتية والكارثة الإنسانية، تعني أن هجوم السابع من أكتوبر يتناقض مع التعاليم الدينية ومصالح شعبنا”

وتحدث الداية في بيانه عن فشل “حماس” وكذلك ألقى باللوم عليها لسقوط ضحايا من المدنيين وحملها السبب في ذلك، ليس لاندلاع الحرب فقط، وإنما بسبب وجود مقاتليها بين النازحين، وجاء في نصه “’حماس‘ فشلت في الوفاء بالتزاماتها بإبعاد المقاتلين عن منازل المدنيين العزل وملاجئهم، وتوفير الأمن والسلامة قدر الإمكان في مختلف جوانب الحياة الأمنية والاقتصادية والصحية والتعليمية، وتوفير ما يكفي من الإمدادات لهم”.

هذا الانتقاد بالذات سبب إحراجاً للحركة، إذ كثيراً ما تقول إسرائيل إن مقاتلي “حماس” يختبئون بين المدنيين ويحتمون فيهم ويستخدمونهم دروعاً بشرية، لكن “حماس” تنفي ذلك وتؤكد مراراً أن عناصرها يلتزمون بقواعد الحرب ويتجنبون المدنيين.

شكل انتقاد الداية هذا صدمة لـ”حماس”، وبخاصة لأن الحركة بررت هجومها على إسرائيل بأنه لتحقيق أغراض دينية، ولكن رجل الدين البارز كان له رأي آخر إذ أكد أن الحرب لم تكن لضرورة دينية.

يقول الداية “هناك شروط صارمة لممارسة القتال، وجميعها لا تنطبق على هجوم السابع من أكتوبر ولا على حرب القطاع، لذلك هناك ضرورة لتجنب الأعمال التي تثير رد فعل مفرطاً وغير متناسب من قبل الخصم”.

واكتسبت معارضة الداية لهجوم “حماس” على الأراضي الإسرائيلية أهمية كبيرة عندما قال “الإنسان أغلى عند الله من أي شيء”، وكان يشير إلى عدد الضحايا الكبير الذي سقط في حرب القطاع، وتناقش سكان غزة كثيراً في هذه الجزئية حتى وصل الأمر إلى جدل داخلي حول التبعات الأخلاقية والقانونية لأفعال “حماس” في السابع من أكتوبر التي كانت سبب اندلاع الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *