دعى ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي لجعل ٧ أكتوبر يوم غضب عارم رفضاً للحرب المستمرة ومطالبة حركة حماس بتسليم الأسرى من أجل إنهاء الحرب والعودة للحياة الطبيعية التي كانت عليها قطاع غزة قبل الحرب.

وفي حين يعيش القطاع غزة حرباً لعام حيث أصبح القطاع عبارة كومة من الدمار الذي لا يصلح للعيش به بسبب إنتشار الأمراض وكثرة الأوبئة التي أنهكت المواطنين٬ وعلى الجانب الآخر ارتفاع أسعار المواد الغذائية ٬ مما يجعل المواطن غير قادر على تدبر قوت يومه بسبب تدمير المنشأت الاقتصادية وانعدام فرص العمل والتشغيل المؤقت ” البطالة”

 

وتكمن إرادة الناس بالعيش بأمان والرجوع لحياتهم الطبيعة ما قبل ٧ أكتوبر من أجل أن ينعموا بحياة مستقرة بعيدا عن القتل والدمار ٬ وينظرون في بصيص الأمل لعل الوساطة تأتي ثمارها وتنجح بإيقاف الحرب.

وبين تصعيد وتصعيد أكبر يترنح الوضع الميداني في قطاع غزة، ومعه تتأزم الأوضاع الانسانية التي تتفاقم مع حلول الشتاء، امطار وبرد إذ لا خيام ولا مراكز مهيأة تؤوي او تحمي اكثر من مليوني فلسطيني باتوا نازحين ومشردين في بقعة هي الاضيق في هذا القطاع الفقير والذي يوصف بأكبر سجن على وجه الأرض.عام يمر على الحرب والضربات الجوية الإسرائيلية تكاد لا تتوقف، غارات عديدة استهدفت منازل ومخيما للنازحين في مخيم النصيرات، واصيب عدد من النازحين جرّاء قذيفة مدفعية سقطت على بناية سكنية في غربي المخيّم.

 

وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن استمرار الأعمال القتالية وأوامر الإخلاء والنقص الحاد في المواد الضرورية يزيد صعوبة حصول الأسر النازحة على الخدمات الأساسية في المواقع التي يصلون إليها.

ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول وُضع 86% من مساحة قطاع غزة تحت أوامر الإخلاء. ويتركز معظم سكان غزة بشكل متزايد في منطقة خصصتها السلطات الإسرائيلية في المواصي.

ووفق مكتب أوتشا فإن الكثافة السكانية في هذه المنطقة زادت إلى ما بين 33 و34 ألف شخص لكل كيلومتر مربع مقارنة بنحو مئتي شخص قبل تشرين الأول أكتوبر.

ويقول المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني، إن “قطاع غزة لم يعد صالحا للأطفال، بعد استهداف إسرائيل مدرسة تابعة للوكالة بمدينة غزة”.

جاء ذلك وفق بيان لازاريني، نشر على موقع الوكالة الأممية يوم الأربعاء 21 أغسطس/ آب، بعد استهداف الجيش الإسرائيلي مدرسة صلاح الدين بمدينة غزة، ما أسفر عن مقتل فلسطينيين اثنين، وإصابة 15 بينهم أطفال.

وأضاف: “بعض الأطفال احترقوا حتى الموت”، متسائلا: “هل تبقت أي إنسانية؟”.

وأكد لازاريني، أن “غزة لم تعد مكانا (صالحا) للأطفال. هم أول ضحايا هذه الحرب القاسية. لا يمكننا أن نسمح بأن يصبح الأمر الذي لا يطاق هو المعيار الجديد.. كفى.. وقف إطلاق النار تأخر كثيرا”.

تصريحات لازاريني تزامنت مع إعلان وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل أول إصابة بفيروس شلل الأطفال في مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة لدى طفل يبلغ من العمر عشرة شهور ولم يحصل على جرعة تطعيم ضد المرض.

وينتشر فيروس شلل الأطفال، وهو شديد العدوى، في أغلب الأحيان عن طريق مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة التي باتت تنتشر في جميع أنحاء قطاع غزة.

ويمكن أن يسبب الفيروس تشوّهات وشللا دائما، وقد يصبح مميتا، وهو يصيب بشكل رئيسي الأطفال دون سن الخامسة.

و مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، ظهرت تحذيرات جديدة من وكالات الإغاثة، بشأن المخاطر الصحية التي تشكلها القمامة الكثيرة المتراكمة.

وتشكو السلطات المحلية من نقص العمالة والأدوات وعربات جمع القُمامة وكذلك نقص الوقود لتشغيل تلك السيارات إضافة إلى صعوبة التحرك نتيجة الدمار الكبير الذي لحق بالقطاع.

عقبات وصول المساعدات

يعتبر إيصال المساعدات والإمدادات عبر نقاط الدخول التي تسيطر عليها إسرائيل قضية مركزية بالنسبة للمنظمات الإنسانية العاملة في غزة التي تشكو من القيود التي تفرضها إسرائيل، بما في ذلك القوائم المتغيرة باستمرار للمواد المسموح إدخالها والعقبات الإدارية التي تؤدي إلى التأخير.

وبالتالي، تزداد نسبة النقص في كل شيء في قطاع غزة بدءا من الوقود والمعدات الطبية وصولا إلى الغذاء.

وتنفي إسرائيل أن تكون هي سبب العراقيل، وتلوم المنظمات الإنسانية على افتقارها إلى القدرة على توزيع السلع التي تسمح بها في غزة.

وتواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني في غزة.

يذكر أن هجوم حماس أسفر عن مقتل 1199 شخصا في إسرائيل، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

بينما أسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة ردا على الهجوم عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص على الأقل وإصابة نحو 93 ألف شخص، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس التي لا تفصّل عدد المقاتلين وعدد المدنيين. وتفيد مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *