منذ السابع من أكتوبر، تاريخ العملية التي شنتها حركة حماس ضد إسرائيل، دخل قطاع غزة مرحلة جديدة من التصعيد الدموي غير المسبوق، لتتحول غزة إلى ساحة حرب مفتوحة، دفع ثمنها المدنيون من دمائهم ومنازلهم ومستقبلهم. لكن وسط هذا الدمار، يبرز سؤال حساس ومركزي: هل كانت خيارات حماس سببًا مباشرًا في إغراق القطاع في هذا الوحل من الدمار والدماء؟

أولاً: عملية 7 أكتوبر – المفاجأة والتبعات

شكل الهجوم الذي نفذته حماس مفاجأة كبيرة لإسرائيل والعالم، سواء في حجمه أو طبيعته. لكن الرد الإسرائيلي جاء ساحقًا، حيث شنت تل أبيب واحدة من أعنف الحملات العسكرية على غزة، استهدفت فيها البنية التحتية والمناطق السكنية والمؤسسات المدنية، مما أدى إلى آلاف القتلى وموجات من النزوح الجماعي.

ثانياً: استراتيجية حماس – مقاومة أم مقامرة؟

تدافع حماس عن عمليتها باعتبارها ردًا مشروعًا على الاحتلال والحصار، لكنها في المقابل تواجه انتقادات متزايدة من بعض الأطراف الفلسطينية والعربية والدولية، التي تتهمها بالمقامرة بحياة المدنيين في غزة، من دون امتلاك خطة حماية كافية لهم، خصوصًا في ظل غياب ممرات آمنة أو بنية تحتية قادرة على استيعاب الكارثة.

ثالثاً: الكلفة الإنسانية – دمار شامل ومعاناة متفاقمة

وفق تقارير أممية، تجاوز عدد الضحايا المدنيين في غزة منذ اندلاع الحرب عشرات الآلاف، بينما دُمرت آلاف المنازل والمرافق الحيوية. المدارس تحولت إلى ملاجئ، والمستشفيات باتت عاجزة عن التعامل مع الأعداد الكبيرة من الجرحى، وسط نقص حاد في الأدوية والوقود.

رابعاً: الرأي العام الفلسطيني – انقسام داخلي

بينما لا يزال جزء من الفلسطينيين يعتبر حماس رأس الحربة في مواجهة الاحتلال، تزداد أصوات أخرى تنتقد غياب استراتيجية سياسية واضحة، وتحمّل الحركة مسؤولية مباشرة عن الدمار غير المسبوق في غزة، متهمة إياها بإدخال القطاع في حرب خاسرة دون حسابات دقيقة للعواقب.

يبقى السؤال مفتوحًا: هل كانت خيارات حماس مبررة ضمن معادلة “الرد على الاحتلال”، أم أنها أدت فعليًا إلى إغراق غزة في مستنقع مدمر؟ في ظل غياب حل سياسي حقيقي، فإن غزة تظل الحلقة الأضعف في مواجهة مفتوحة لا يبدو أنها ستنتهي قريبًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *