يكشر الإرهاب في مالي عن أنيابه، متخذا من مدينة تمبكتو التاريخية مجالا لحصار يعيد التاريخ نفسه، بالنسبة لتنظيم القاعدة، الذي حاصر ونهب.
هذه المرة يكشف مسؤولون ماليون أن عناصر “نصرة الإسلام والمسلمين” فرع القاعدة في مالي، يفرض منذ أيام عدة حصارا على تمبكتو وقد “أغلقوا كل طرق” التي تؤدي إلى دخول المدينة الشمالية الواقعة على أطراف الصحراء، والخروج منها.
ونقلت وكالة “فرانس برس”، عن مسؤول مالي قوله: “لا شيء يعبر بين تمبكتو والجنوب”، متحدثاً عن قطع أوصال الطرق على طول نهر النيجر.
الأوضاع الصعبة التي يشكوها سكان تمبكتو، عبر عنها كذلك صاحب محطة وقود ذكر أن ارتفاع الأسعار له وقعه الشديد عليهم، بعد أن “ارتفع ليتر البنزين من 845 فرنكا أفريقيا (نحو 1,40 دولار) إلى 1250 فرنكا أفريقيا في أسبوع”.
وكان ما يسمى جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة لتنظيم القاعدة، أعلنت في وقت سابق من الشهر الحالي، عبر رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي نسبت حينها لقائد فرع التنظيم، “الحرب” على منطقة تمبكتو شمال مالي.
وبدأت علامات تنفيذ “الحرب المعلنة” بإرسال تحذيرات إلى سائقي الشاحنات القادمة من الجزائر وموريتانيا، وأماكن أخرى من دخول المدينة، تحت طائلة الاستهداف المباشر.
وتزامنت تلك التهديدات مع انسحاب بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من مالي، وتحديدا من قاعدة في شمال البلاد، بعد أن أصبح الوضع الأمني هناك محفوفا بالمخاطر.\
وبدأت البعثة المعروفة بـ”مينوسما” مهمّتها في مالي عام 2013، على إثر تمرّد إرهابيين في شمال مالي.
ولا تزال بعثة الأمم المتحدة تحتفظ بمعسكر في تمبكتو، بيد أن موعد انسحابها تقرر مع نهاية العام الجاري.
وتعد مدينة تمبكتو الأثرية إحدى مدن شمال مالي الكبيرة، وقد تضررت مرارا من الإرهاب، وسيطر عليها إرهابيون عام 2012، وعاثوا فسادا في مخطوطاتها، وقبور الأولياء داخلها.
وبعد عام أعادت قوات فرنسية ومالية السيطرة على المدينة، غير أن ذلك لم يوقف الاضطرابات التي استمرت مع توسيع الجماعات المتطرفة نطاق عملياتها إلى بقية أنحاء البلاد، وامتد ذلك إلى النيجر وبوركينا فاسو المجاورتين.