في وقت استطاعت إسرائيل أن تغتال أبرز القيادات في حزب الله وحركة حماس٬ يتسأل. الخبرات هل كان صحيحاً دخول حزب الله إلى المعركة صحيحا؟ حيث أن تنظيم حزب الله تعرض لإصابات خطيرة في الهيكلة التنظيمية لصفوفه بسبب التصعيد المستمر بين الحزب وإسرائيل ٫ حيث أن مقتل السنوار في اشتباكات حصلت مؤخراً مساء الأربعاء زعزع الهيكل القيادي في حركة حماس ومن الممكن أن تكون القيادة لحماس بالخارج هي من تمتلك زمام المبادرة بالمفاوضات وفي حين قد يكون هناك تنازلات كثيرة قد تؤدي بالأخير اتمام المفاوضات بين الطرفين٬ وهذا يتعلق أيضا بحزب الله الذي قال بأن جبهة الشمال ستقف في حال توقفت الحرب على غزة.
وقال حسن حسن، المؤلف والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إن السنوار جر إيران و”محور المقاومة” بأكمله – الذي يضم حزب الله والحوثيين في اليمن وجماعات مسلحة عراقية – إلى صراع مع إسرائيل.
وأضاف حسن: “ما نشهده الآن هو تبعات السابع من أكتوبر. مقامرة السنوار لم تنجح”، مشيراً إلى أن “محور المقاومة” قد لا يتعافى أبداً.
وأضاف حسن: “ما فعلته إسرائيل بحزب الله خلال أسبوعين يعادل تقريباً عاماً كاملاً من إضعاف حماس في غزة. ففي جماعة حزب الله، تم القضاء على ثلاثة مستويات من القيادة، وتقليص قيادتها العسكرية، واغتيال زعيمها البارز حسن نصر الله”.
لكن قبضة السنوار على حماس ظلت محكمة، على الرغم من بعض العلامات على المعارضة بين سكان غزة.
واختير السنوار زعيماً للحركة بعد مقتل إسماعيل هنية في يوليو الماضي في ضربة يشتبه أن إسرائيل نفذتها أثناء زيارة كان يقوم بها إلى طهران. ولم تؤكد إسرائيل ضلوعها في الضربة.
ويعمل السنوار، الذي أطلقت عليه إسرائيل وصف “وجه الشر”، في الخفاء، ويغير أماكنه باستمرار ويستخدم رسلاً موثوقاً بهم في الاتصالات غير الرقمية، وفقاً لثلاثة مسؤولين من حماس ومسؤول إقليمي. ولم يظهر السنوار علانية منذ السابع من أكتوبر.
وعلى مدى أشهر من المحادثات التي لم يحالفها النجاح لوقف إطلاق النار بوساطة قطر ومصر والتي ركزت على مبادلة سجناء فلسطينيين بالأسرى الإسرائيليين، كان السنوار هو صانع القرار الوحيد، حسبما ذكرت ثلاثة مصادر من حماس. وكان المفاوضون ينتظرون أياماً للحصول على ردود تمر عبر سلسلة سرية من الرسل.
ولا يعتبر السنوار اسما عاديا في الحركة على صعيدها السياسي والعسكري، وبعد حادثة اغتيال إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران كان قد أمسك بيده جميع الخيوط، على مستوى التفاوض والقيادة العسكرية على الأرض.
كما كان المطلوب الأول بالنسبة لإسرائيل، وهي التي تطارده منذ تاريخ هجوم السابع من أكتوبر 2023.
ماذا بالنسبة لحماس؟
يعتقد رئيس “مركز القدس للدراسات”، أحمد رفيق عوض أن حماس ستأخذ وقتا طويلا حتى “تتعافى وتملأ الفراغات التي حصلت خلال الأشهر الماضية”.
ويرى خبراء أن حادثة مقتل زعيم حماس في غزة “سيكون لها تداعيات خطيرة على هيكلية حماس وكيفية اتخاذ القرارات والتدابير اللازمة فيما يتعلق بالمخطوفين”.
ويتابع: “نحن ندخل بساعة حساسة جدا، وأعتقد أن الأمور تحتاج المزيد من الجهد الإسرائيلي وأيضا من قبل الفلسطينيين الذين لديهم الآن فرصة لتغيير مسار الأمور”.