شهدت مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، مساء أمس، مظاهرات واسعة خرج خلالها عدد من المواطنين للمطالبة بتنحي حركة حماس عن الحكم ووقف الحرب الجارية في القطاع، في ظل ما وصفوه بـ”الوضع الإنساني المتدهور واستمرار المعاناة اليومية للسكان”.
ورفع المشاركون في التظاهرة لافتات تدعو إلى إنهاء حالة النزاع والبحث عن حلول سياسية تُنهي الحرب وتخفف من الأعباء التي يتحملها المدنيون منذ شهور، في وقت يستمر فيه التصعيد العسكري والتوتر الأمني في مختلف مناطق القطاع.
وبحسب شهود عيان، فقد تدخلت عناصر من شرطة حماس لتفريق المتظاهرين، وقامت باعتقال عدد من المشاركين، كما جرى استدعاء آخرين في وقت لاحق، في محاولة لاحتواء التحرك ومنع اتساع رقعته.
وذكر شهود أن بعض المتظاهرين تعرضوا للاعتداء الجسدي خلال تفريق التجمع، فيما لم تصدر حركة حماس أو الجهات الأمنية التابعة لها تعليقًا رسميًا حتى الآن حول الحادثة.
وتأتي هذه التظاهرة النادرة في وقت يواجه فيه قطاع غزة أوضاعًا معيشية وإنسانية شديدة الصعوبة، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية والحصار المفروض منذ سنوات، ما أدى إلى تصاعد الأصوات المطالبة بإعادة النظر في المسار السياسي والإداري داخل القطاع.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات، وإن كانت محدودة، تعكس حالة من التململ الشعبي المتزايد، وسط غياب الأفق السياسي وغياب الحلول الفعلية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أشهر، والتي أوقعت آلاف الضحايا ودمّرت البنية التحتية في مناطق واسعة من القطاع