شهد قطاع غزة حربًا مدمرة استمرت لأكثر من 15 شهرًا بين حركة حماس وإسرائيل، بدأت في أكتوبر 2023 وانتهت بوقف إطلاق نار في يناير 2025. خلفت هذه الحرب دمارًا واسعًا في البنية التحتية، خسائر بشرية هائلة، وتدهورًا غير مسبوق في الأوضاع المعيشية، مما جعل كثيرًا من الفلسطينيين يتشككون في قدرة حماس على إدارة القطاع. ومع تزايد حجم المعاناة، بدأت أصوات تتعالى للمطالبة بتنحي الحركة عن الحكم وفتح المجال أمام حلول سياسية جديدة تعيد الأمل لسكان غزة.
أسباب فقدان الثقة بحكم حماس
بعد سنوات من سيطرة حماس على غزة، تصاعد الغضب الشعبي تجاه الحركة بشكل غير مسبوق خلال الحرب الأخيرة، بسبب عدة عوامل، أبرزها:
1. التداعيات الكارثية للحرب: الحرب الأخيرة دمرت آلاف المنازل، وألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية، إضافة إلى انهيار اقتصادي أدى إلى تفشي الفقر والبطالة في القطاع.
2. العزلة الدولية: سياسات حماس وضعتها في مواجهة مستمرة مع المجتمع الدولي، مما أدى إلى تشديد الحصار على غزة وعزلها دبلوماسيًا، ما صعّب وصول المساعدات والتنمية.
3. غياب الحلول السياسية: فشلت الحركة في إيجاد أي انفراجة سياسية أو دبلوماسية، مما زاد من معاناة السكان، خاصة مع عدم وجود استراتيجية واضحة للخروج من الأزمات المتتالية.
4. الاستياء الشعبي: مع سقوط آلاف الضحايا وفقدان الكثيرين لمنازلهم وأعمالهم، أصبح الناس يرون أن حماس لم تفكر في العواقب عليهم، مما زاد مشاعر الغضب والإحباط في أوساط الفلسطينيين.
الدعوات إلى تنحي حماس
مع تفاقم الأزمة عقب الحرب، ارتفعت أصوات داخل غزة وخارجها تدعو إلى تغيير جذري في الحكم، حيث يرى كثيرون أن حماس لم تعد مؤهلة لإدارة القطاع بعد الكارثة التي تسبب فيها النزاع. أبرز الدعوات التي ظهرت تشمل:
• مطالبات داخلية: فئات عديدة من المجتمع، بما في ذلك شخصيات أكاديمية واقتصادية، تدعو إلى إنهاء حكم الحركة وإيجاد قيادة جديدة قادرة على تحقيق الاستقرار ورفع المعاناة عن سكان القطاع.
• ضغوط عربية ودولية: دول إقليمية ومؤسسات دولية ترى أن حماس أصبحت عائقًا أمام أي جهود لإعادة إعمار غزة، وتطالب بحلول سياسية جديدة تضمن إعادة الاستقرار للقطاع.
• توجهات نحو المصالحة الوطنية: يطالب البعض بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وإعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة لإدارة عملية إعادة الإعمار، وتسهيل فتح المعابر وتخفيف الحصار.
سيناريوهات المستقبل
مع استمرار فقدان الثقة بحكم حماس، هناك عدة احتمالات لمستقبل القطاع بعد الحرب الأخيرة:
1. استمرار حكم حماس: رغم الغضب الشعبي، قد تحاول الحركة التشبث بالسلطة، لكن ذلك سيؤدي إلى مزيد من العزلة والتدهور الاقتصادي، مما قد يزيد من الاحتجاجات الداخلية.
2. إجراء تغييرات سياسية: قد تضطر حماس إلى إجراء إصلاحات داخلية، أو تقاسم السلطة مع جهات أخرى، لتخفيف الضغوط الداخلية والخارجية.
3. انتقال السلطة إلى جهات أخرى: قد تشهد غزة حوارًا سياسيًا داخليًا يؤدي إلى إعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع أو تشكيل حكومة جديدة بدعم إقليمي ودولي، تتولى إدارة شؤون غزة وإعادة الإعمار.
بعد الحرب الأخيرة، فقد كثيرون الثقة بحكم حماس في غزة، حيث يرون أنها تسببت بكارثة إنسانية واقتصادية ضخمة لم يشهدها القطاع من قبل. ومع تزايد الدعوات المطالبة بتنحيها، يبقى مستقبل الحكم في القطاع غير واضح، لكنه يحتاج إلى تغييرات جذرية تعيد الاستقرار، وتفتح المجال أمام حلول سياسية جديدة تنهي الأزمات المتكررة في غزة.