نشرت مجلة إسرائيلية تقريراً يفيد بأن تركيا تُعد “الأوكسجين المالي” لحركة حماس، مشيرة إلى دور أنقرة في تقديم الدعم المالي واللوجستي للحركة، معتبرة أن هذا الدعم يسهم في تعزيز قدرات حماس.

وفي الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال حصاره الاقتصادي والمعيشي على الشعب الفلسطيني في غزة، في محاولة فاشلة لكسر إرادته، تتطلع أوساطه الأمنية والاستخبارية لملاحقة المقاومة الفلسطينية خارج حدود الأراضي المحتلة، بالزعم أن هناك دولا في المنطقة تدعمها ماليا، ومنها تركيا، حيث لا يتورع الاحتلال بالتحريض عليها، بزعم أنها تؤوي في أراضيها قادة حماس، وتسهّل لهم معاملاتهم المالية وتحركاتهم.

دين شموئيل ألماس الكاتب في مجلة “غلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية، زعم أنه “خلال حرب السيوف الحديدية الجارية منذ ما يزيد عن العام في غزة، تلقت حماس ضربات موجعة بالاغتيالات في مختلف الساحات: بدءا باغتيال صالح العاروري في بيروت، مرورا بمحمد ضيف في قطاع غزة، وإسماعيل هنية في طهران، وصولا إلى اغتيال القيادي فيها يحيى السنوار، ومع ذلك، فهناك مجال لا يزال دون أضرار كبيرة، ويتمثل في أنشطة الحركة في تركيا، خاصة أوضاعها المالية”، على حد زعمه.

وادعى الكاتب أن “مدينة إسطنبول التركية هي أنبوب الأوكسجين المالي لحماس، رغم محاولة تركيا الفصل بين جناحي حماس: السياسي والعسكري، وفقا لما تقوله غاليا ليندنشتراوس، الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي، الخبيرة في الشؤون التركية، التي ذكرت أن أنقرة تدعم الجناح السياسي لحماس، وتعلن أن من يريد حلا للقضية الفلسطينية عليه أن يخاطب حماس، وبموجب ذلك منحت جوازات سفر تركية لكبار مسؤولي الحركة، مما سمح لهم بحرية الحركة، وسبّب صعوبة لدولة الاحتلال في ملاحقتهم”، بحسب ما نقله تقرير لموقع “عربي 21”.

وأشار إلى أن “حماس تدير اليوم أصولا مالية بأكثر من نصف مليار دولار، موزعة على عدد من دول المنطقة والعالم، ومنها تركيا وقطر ولبنان، ويتم تشغيلها من خلال المؤسسات الاستثمارية والشركات والجمعيات الخيرية، وتستفيد الحركة من الساحات والبنوك المصرفية في هذه البلدان، وتشعر أنها تتحرك فيها بلا قيود، وتسمح هذه البنوك لحركة حماس بتحويل الأموال دون أي قيود، مما دفع كبار المسؤولين الأمريكيين لعقد اجتماع مع كبار المسؤولين في النظام المصرفي التركي، أوضحوا فيه مطلبهم بوقف تمويل حماس، إذا رغبت تركيا فعلا بالحفاظ على الوصول للقطاع المالي والأسواق الأمريكية”.

وأوضح أنه “من المشكوك فيه أن يكون كبار المسؤولين التنفيذيين في البنوك التركية متحمسين للتهديدات الأمريكية، ففي عام 2019، اتُهمت بنوك تركية بالاحتيال المصرفي وغسل الأموال لصالح شركات في إيران، في انتهاك للعقوبات المفروضة عليها، وحتى الآن، لم تتم معاقبة هذه البنوك”.

ونقل عن تشاي إيتان كوهين يانروجاك، الخبير في الشؤون التركية بمركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب ومعهد القدس للاستراتيجية والأمن، أن “تصنيف الولايات المتحدة لحماس كمنظمة إرهابية، لا يقابله في الوقت ذاته تعريف مماثل من قبل تركيا للحركة، بل إنها تتهم واشنطن بدعم المنظمات الكردية شمال سوريا، التي تتهمها أنقرة بأنها إرهابية، واليوم فإن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي- الناتو، ومع ذلك، فإنها لا ترى حماس منظمة إرهابية، وبموجب ذلك، فإنها ترسل تحويلات مالية من تركيا باتجاه قطاع غزة والضفة الغربية”.

وزعم التقرير أنه “في نوفمبر 2022، وقعت أجهزة المخابرات الإسرائيلية والتركية اتفاقا يتضمن سلسلة من البنود، بينها التزام دولة الاحتلال بعدم استخدام جهاز الموساد للأراضي التركية لاستهداف الفلسطينيين فيها، رغم أنه يصعب نفي تعاون الحكومة التركية مع حماس، بدليل حضور وزير الخارجية هاكان فيدان ورئيس جهاز المخابرات إبراهيم قالن لمراسم تشييع إسماعيل هنية في الدوحة، بعد أن اغتالته إسرائيل في طهران، وخلال المراسم التقيا مع كبار مسؤولي حماس، وهم يفعلون ذلك علانية، ولا يخجلون، فيما أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان من على منصة البرلمان، أنه يعدّ قادة حماس “مقاتلين من أجل الحرية”، بل إنه قارنهم بالمنظمات التركية المسلحة في حرب الاستقلال التركية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *