بقلم/ ناصر اللحام  – مختص بالشأن الإسرائيلي

يجمع الخبراء العسكريون على انتهاء بنك الأهداف العسكرية للمقتلة الإسرائيلية في قطاع غزة دون انتصار نتانياهو في هذه الحرب. لم يحقق الأهداف التي اعلنها ولا حتى اقترب منها سوى قتل عشرات الاف الأبرياء وهدم عشرات الاف المنازل فوق رؤوس ساكنيها .
وحين بدأ جنرالات الحرب يتحدثون علنا عن انتهاء الأهداف العسكرية ، انتقل نتانياهو بكل خبث للحديث عن اهداف امنية. في قطاع غزة، وبحسب مفهوم إسرائيل للأهداف الأمنية فهي دوما غامضة وغير معلنة وبالتالي نقل الحرب من عسكرية الى امنية ، والهدف من ذلك ان يستمر في الحرب لأشهر ولسنوات بحجة وجود اهداف امنية . تارة سوف يقول نبحث عن الاسرى وتارة سوف يقول نبحث عن محمد ضيف والسنوار والهدف الأخير له: السيطرة الأمنية الدائمة على قطاع غزة كما فعل في الضفة الغربية .
مع بداية ململة في أوساط العسكريين ضد نتانياهو ، انتقل فورا ليلعب اللعبة الأمنية التي يجيدها ويفضلها. الاغتيالات وتقارير المخابرات التي لا يحكمها قوانين دولية ولا حتى قضائية إسرائيلية، الملاحقة والبحث والكمائن وهذا يحتاج من وجهة نظره الى شهور وسنوات .
وفي حال تكثف الضغط عليه من كل العالم. لديه ذريعة لبنان وحزب الله وقد يفتح حربا محدودة او شاملة هناك عام 2025 وعام 2026 ليبقى مثل محطم أوكرانيا وحارقها زيلنسكي لسنوات وسنوات طالما الحرب مشتعلة .
أعادت إسرائيل احتلال الضفة الغربية عام 2002، وكانت الذريعة حينها البحث عن المطاردين من حركة فتح، ومنذ ذلك اليوم مرت 22 سنة والاحتلال يسيطر امنيا وعسكريا على الضفة الغربية ويقتحمها متى شاء وكيفما شاء. وهذا لم يحل له اية مشكلة من مشاكله الأمنية بل خلق ردة فعل اقوى واذكى وسط المطاردين .
اليوم يريد نتانياهو تكرار التجربة على قطاع غزة، ولكن النتائج يمكن قراءتها منذ الان بنسبة خطأ قليلة :
سوف تبدأ حرب استنزاف قاسية وصعبة على طريقة جنوب لبنان عام 2000 ولسوف يتورط نتانياهو في مواجهة دموية مع اشباح لن يجد لهم أي اثر .. وسوف يتطلب الامر كل مهارات أمريكا واداراتها وتل ابيب وحكوماتها لإخراج الجيش من هناك وبشكل احادي الجانب كما فعل شارون في 2005 .
نتانياهو لا يريد لهذه الحرب ان تنتهي. كل شيء يسير كما اراد!! العواصم العربية لم تطرد اي سفير اسرائيلي ، وحكومته ثابته وتزداد تطرف وهو الملك الاوحد على اسرائيل وعلى امريكا ايضا .
ولكنه اولا واخيرا يبقى طرف واحد. وهناك طرف اخر يقرر على الارض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *