بعد مرور اكتر من ٣٠ سنة من المعاناة في حضور زعيم حزب الله٬ الشعب اللبناني يطالب بالعدالة ويسعى لترميم صورته لبنان٬حيث يعيش لبنان وضع اقتصادي صعب٬ ويعاني من أزمة مالية بسبب العقوبات المفروضة عليه من قب الولايات المتحدة
ويلفّ الغموض موقف لبنان الرّسميّ في التّفاوض على ورقة “النّداء الدّوليّ” لوقف إطلاق النّار في لبنان.
المؤشّرات تقول إنّ لبنان لا يزال مُصرّاً على إدراج تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 المُتعلّق بلبنان والقرار 2735 المُتعلّق بوقف إطلاق النّار في قطاع غزّة على أساس مُقترح الرّئيس الأميركيّ جو بايدن. أمّا الجانب الإسرائيليّ فيُصرّ هو الآخر على فصلِ القراريْن، وما يعنيه ذلكَ من فصل الجبهتيْن.
في عاصمة القرار واشنطن يُراقبُ المسؤولون الأميركيّون إمكانيّة أن تقوم إسرائيل بعمليّة برّيّة محدودة ينتجُ عنها واقعٌ أمنيّ جديد في منطقة الشّريط الحدوديّ. ماذا في التّفاصيل؟
يختبىء لبنان الرسمي خلف “النداء الدولي”، الذي كانت عرّابته أميركا وفرنسا والإتحاد الأوروبي والمجموعة العربية. وهو نصّ على ضرورة “وقف مؤقت لإطلاق النار”. ودعا “كلّ الأطراف، بمن فيهم حكومتا إسرائيل ولبنان، إلى تأييد وقف إطلاق النار المؤقت على الفور بما يتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2735 المتعلق بوقف لإطلاق النار في غزة”.
هذا الربط في “نداء دوليّ” صدر من نيويورك قبل يوم من اغتيال الأمين العام للحزب، الخميس في 26 أيلول، كان “عمومياً”. لكنّ لبنان الرسمي يلتزم به.
وفي كلمته باليوم نفسه، الخميس 26 أيلول، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “التزام حكومة لبنان بالقرار ١٧٠١ الصادر عام ٢٠٠٦ عن مجلسكم الكريم الذي أطالبه اليوم بالعمل الجاد والفوري لضمان إنسحاب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف الإنتهاكات التي تتكرر يومياً”.
لكنّ المعنيين بالاتصالات الرسمية من الجانب اللبناني يؤكّدون أنّ الربط مازال موجوداً. ودائماً “خلف النداء الدولي”. في حين ترفض إسرائيل هذا الربط، الذي يعطي نتانياهو كلّ يوم حجّة إضافية للاستمرار في حرب الإبادة التي يقودها ضدّ جنوب لبنان والبقاع والضاحية، وتتفرّع إلى مناطق جديدة يومياً.
الدبلوماسية تسابق اجتياح جنوب لبنان
في العودة إلى الداخل، شكّلَ اغتيال الأمين العامّ للحزب نقطَةَ تحوّلٍ كُبرى ليسَ في لبنان، بل على صعيد المنطقة برمّتها. إلّا أنّ هذا لا يعني أنّ وقفَ إطلاق النّار باتَ قريباً. فلبنان الرّسميّ الذي لا يزال يسعى للتّوصّل إلى اتفاقٍ سيّاسيّ يوقفُ آلة الحربِ الإسرائيليّة يفتقِد إلى التّواصل مع من يُقرّر في الحزب بعد غيابِ أمينه العامّ وكثيرٌ من قياداته بسبب موجات الاغتيالات المُتعاقبة.
وفي ظلّ الضّياع السّياسيّ في لبنان، يحشدُ الجيش الإسرائيليّ قوّاته ومُدرّعاته في منطقة الحدود الجنوبيّة، حيثُ تتسابق الحلول الدّبلوماسيّة مع جنازير الدّبابات الإسرائيليّة.
تُراقبُ واشنطن هذا السّباق بدقّة. وفي الإطار يقول مصدرٌ مسؤول في مكتب الأمن القوميّ لـ”أساس” إنّ واشنطن لم ترصُد حتّى اللحظة أيّ نيّة إسرائيليّة جدّيّة لغزوٍ برّيّ، لكنّها تعتقد أنّ تل أبيب قد تُقدِم على هذه الخطوة ما لم يُتّفَق على تطبيق القرار 1701 بحرفيّته بين لبنان وإسرائيل. ذلكَ أنّه باتَ هناك قناعةً لدى المسؤولين الإسرائيليين أنّهم قد يحصلوا على تنازلات من لبنان بعدَ مقتل الأمين العامّ للحزب.
الرّسالة عينها بعثها من تل أبيب الوزير السّابق في مجلس الحرب بيني غانتس الذي قالَ إنّ بلاده قد تلجأ لعمليّة برّيّة محدودة في جنوب لبنان ما لم يتمّ التّوصّل إلى اتفاقٍ واقعيّ يدفع الحزبَ خلف حدود نهر الليطانيّ.