يشهد المجتمع الدولي تصاعدًا في القلق إزاء توسع الصراعات الدائرة في جنين، وسط مخاوف من امتدادها إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية، مما قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة. تأتي هذه المخاوف في ظل استمرار الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية والمجموعات المسلحة الفلسطينية في المدينة ومخيمها، والذي بات ساحة مواجهات عنيفة في الأشهر الأخيرة.
موقف الاتحاد الأوروبي ودوره المنتظر
كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي عبروا عن قلقهم البالغ من التصعيد في جنين، وأشاروا إلى أن الطريقة التي ستتعامل بها السلطة الفلسطينية مع هذه الأحداث سيكون لها تأثير كبير على صياغة مستقبل الدولة الفلسطينية. وقال مسؤول أوروبي بارز: “على السلطة الفلسطينية أن تعزز حضورها في هذه المناطق وتعمل على استعادة النظام، فذلك سيكون مفتاحًا للحصول على دعم دولي أكبر في مشروع إقامة الدولة الفلسطينية”.
تحديات السلطة الفلسطينية
في المقابل، تواجه السلطة الفلسطينية تحديات كبيرة في بسط سيطرتها على مناطق مثل جنين، حيث تزايد نفوذ الفصائل المسلحة وضعف دور الأجهزة الأمنية التابعة لها. ويرى مراقبون أن السلطة تحتاج إلى استراتيجية فعالة لإعادة فرض سيادتها، وسط تراجع ثقة المواطنين بقدرتها على حماية المناطق من الاعتداءات الإسرائيلية أو تحقيق مكاسب سياسية.
مخاوف من انتشار الصراعات
يحذر خبراء من أن تصعيد التوترات في جنين قد يؤدي إلى انتشار الصراعات إلى مناطق أخرى مثل نابلس والخليل، مما يهدد باندلاع انتفاضة شاملة أو جولة جديدة من المواجهات على نطاق أوسع. هذا الأمر يعقد الجهود الدولية الرامية إلى تهدئة الأوضاع وإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
الدعوات الدولية لاحتواء الأزمة
دعت الأمم المتحدة وعدد من الدول الكبرى الأطراف كافة إلى ضبط النفس والعمل على تجنب تفاقم الأزمة. وقال بيان صادر عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة: “من الضروري العمل الفوري لتهدئة الأوضاع وحماية المدنيين في جنين. يجب أن تكون الأولوية لحل سياسي يعالج الأسباب الجذرية للصراع”.
بينما تتصاعد المواجهات في جنين، يبقى المجتمع الدولي في حالة ترقب، ويضع أنظاره على أداء السلطة الفلسطينية ودورها في احتواء الوضع. ويبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن القيادة الفلسطينية من مواجهة هذه التحديات وفرض سيادتها، أم أن الوضع سيتجه نحو مزيد من التعقيد؟