غزة – خاص
في وقت تلوح فيه بوادر اتفاق لوقف إطلاق النار، تتعالى الأصوات في قطاع غزة مطالبةً حركة حماس بالموافقة على بنود التهدئة المقترحة دون مزيد من التعديلات أو التأخير، في ظل معاناة إنسانية غير مسبوقة يعيشها السكان منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023.

وتشير مصادر متعددة إلى أن الوساطات الإقليمية والدولية وصلت إلى مراحل متقدمة من التفاهمات بين الأطراف المعنية، مع وجود مسودة اتفاق تشمل وقف القتال، إدخال المساعدات، وإطلاق سراح الأسرى على مراحل. ومع ذلك، لم تعلن حماس حتى اللحظة موقفًا نهائيًا من البنود المطروحة، ما يثير قلقًا شعبيًا واسعًا من احتمال ضياع فرصة إنهاء الحرب.

ويؤكد مواطنون في غزة أن الأوضاع لم تعد تحتمل مزيدًا من التعقيد، في ظل انهيار المنظومة الصحية، وشح المواد الغذائية، وغياب الخدمات الأساسية، فضلًا عن فقدان عشرات آلاف العائلات لمساكنها. ويرى كثيرون أن استمرار المفاوضات دون نتيجة ملموسة يُعمّق من جراح القطاع، الذي يواجه خطر الانهيار الكامل في حال استمرت المعارك لفترة أطول.

ويقول المواطن محمد سليم (45 عامًا) من مدينة غزة: “نحن لا نحتمل يومًا إضافيًا من القصف والجوع، نريد التهدئة اليوم قبل الغد. الشعب دفع الثمن، ويجب أن تُقدّم مصلحته على أي حسابات سياسية”.

بدورها، طالبت فعاليات مجتمعية ومؤسسات حقوقية قيادة حماس بـ”التحلي بالمرونة” وتغليب المصلحة الوطنية العليا، محذّرة من أن التصلّب في بعض الشروط قد يؤدي إلى تعقيد المفاوضات أو إفشالها بالكامل.

من جانبها، لم تُصدر حماس بعد موقفًا رسميًا حاسمًا، لكنها أكدت في بيانات متفرقة تمسكها بحقوق الشعب الفلسطيني، ورفضها لما تصفه بـ”الاتفاقات المنقوصة التي لا تضمن وقف العدوان الكامل ورفع الحصار”.

وتبقى الأنظار متجهة إلى الساعات القادمة، حيث يتوقع أن تُحسم فيها مواقف الفصائل من الصيغة النهائية للاتفاق، وسط آمال واسعة في الشارع الفلسطيني بأن تكون هذه التهدئة بداية لنهاية الحرب، وإنقاذ ما تبقى من الحياة في غزة المنكوبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *