يواجه الآلاف من اللبنانين النزوح٬ حيث نزح أكثر من ١٠٠ ألف لبناني من الجنوب نتيجة التصعيد بين حزب الله وإسرائيل٬ تاركين بيوتهم وأعمالهم٬ وموجهين لأزمات اقتصادية٬ مطالبين حزب الله بوقف التصعيد ٬ حتي يتثنى رجوع الحياة لطبيعتها.
وحيث يواجه المواطنين أزمة اقتصادية إلا أن جاءت أزمة النزوح والتصعيد بين حزب الله وإسرائيل ليعمق الأزمة التي يشهدها المواطنين والدولة لبنانية.
وظهرت في بعض الشوارع اللبنانية لوحات إعلانية تحمل شعارات، منها «بيكفّي – تعبنا»، «ما بدنا حرب» (لا نريد حرباً)، انتشر أغلبها في المناطق المحسوبة على قوى وأحزاب المعارضة وبعض أحياء العاصمة بيروت، تعبيراً عن حالة اعتراض على «حرب المساندة» التي فتحها «حزب الله» في جنوب لبنان، المرشّحة أن تأخذ البلد إلى حربٍ واسعة في ظلّ ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية بين إسرائيل و«حزب الله» واغتيال قادة كبار من الحزب.
المعارضة: اعتراضات طبيعية
ويعدّ قيادي في المعارضة اللبنانية، أن هذه الشعارات «تمثّل رأي السواد الأعظم من الشعب اللبناني، بكل طوائفه ومناطقه وانتماءاته». ويرى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الضحايا الذين يُقتَلون جراء العمليات الإسرائيلية، يسقطون قرابين على مذبح المشروع الإيراني، وليس على طريق القدس أو دفاعاً عن فلسطين».
ويقول القيادي الذي رفض ذكر اسمه: «من الطبيعي أن ترتفع الأصوات الاعتراضية أكثر فأكثر، وهذا موقف كلّ الرافضين للخيارات التي اتخذها الحزب وجرّ لبنان إليها»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «البيئة الشيعية التي كانت تغفر كل أخطاء (حزب الله)، بدأت حالة التململ تظهر لديها، بعد أن تسبب الحزب في تدمير بيوتها ومقتل أبنائها وتهجيرهم، وأثبت عقم سرديته بأنه وحده القادر على حمايتهم وحماية البلد».
ولا يختلف اثنان في لبنان على مبدأ العداء لإسرائيل، وأن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للعرب والمسلمين، لكنّ ثمّة خلافاً حقيقياً حيال تفرّد فريق وحده بجرّ البلد إلى الحرب.
ويسأل القيادي في المعارضة: «لماذا تُفتح جبهة لبنان دون سواها من الجبهات الأخرى؟ لماذا أعفى نصر الله إيران وسوريا من مسؤولية الانخراط في الحرب مع إسرائيل؟ هل يعقل أن يبقى لبنان ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الإيرانية مع الولايات المتحدة والغرب؟»، عادّاً أن «الأضرار التي لحقت بالمؤسسات السياحية، وضرب الموسم السياسي بالغة ولا تعوّض، بينما الحكومة مستقيلة من مسؤولياتها تجاه الشعب اللبناني ومصالحه ومستقبل أبنائه».
اللافت في الأمر أن هذه الشعارات التي تثير غضب الموالين لـ«حزب الله»، ما زالت «يتيمة الأب»، إذ لم تتبنَّها أي من قوى المعارضة، ولا حتى المنظمات المدنية والجمعيات الأهلية التي تنادي دوماً بتحييد لبنان عن صراعات وحروبٍ لا يقدر على تحمّل نتائجها وتبعاتها، لكن بغض النظر عمّن يقف خلفها، تعدّ المعارضة أن هذه الشعارات تمثل رأي معظم اللبنانيين.