بعد فترة صعبة من التصعيد الأمني والاضطرابات السياسية التي طالت كافة مناحي الحياة في مدينة القدس الشرقية، يُجمع السكان على مطلبٍ واحد بات يتكرر على ألسنتهم: “نريد أن نعيش بسلام، وأن تعود حياتنا كما كانت.”
منذ اندلاع المواجهات الأخيرة، تضررت أحياء عديدة في القدس الشرقية بشكل مباشر، سواء من خلال المداهمات الأمنية المتكررة، أو إغلاق الطرق، أو الحواجز التي أعاقت حركة السكان، فضلًا عن الأوضاع الاقتصادية التي ازدادت سوءًا. وقد تركت هذه الأحداث أثرًا نفسيًا واجتماعيًا واضحًا على السكان، خاصة على فئة الأطفال والطلاب، الذين عاشوا ظروفًا غير مستقرة أثرت على تحصيلهم الدراسي وحياتهم اليومية.
أم حسام، وهي أم لخمسة أطفال من حي رأس العامود، تقول:
“كل يوم كنا ننام على صوت اقتحام، ونستيقظ على قلق. كنا نخاف نرسل أولادنا للمدرسة. الآن نريد فقط أن نعيش يومًا عاديًا بدون توتر.”
في البلدة القديمة، المحال التجارية ما تزال تعاني من تراجع حاد في المبيعات. التجار يشتكون من انعدام الحركة السياحية، ومن عزوف السكان عن ارتياد الأسواق خشية المواجهات. الكثير من المحال فتحت أبوابها مؤخرًا لكنها لم تستعد نشاطها المعهود. ويقول أحد أصحاب محلات بيع الهدايا: “نعيش على أمل أن تعود المدينة كما كانت قبل التوتر. نحتاج لاستقرار حقيقي.”
في هذا السياق، دعا عدد من وجهاء المدينة والقيادات المجتمعية إلى ضرورة التركيز على تعافي النسيج الاجتماعي وتعزيز الروح الإيجابية، مشددين على أهمية توفير بيئة آمنة للسكان، وخاصة للشباب الذين فقد الكثير منهم فرص عمل أو تعليم خلال الأزمة الأخيرة.
من جانبها، طالبت مؤسسات محلية ومنظمات حقوقية المجتمع الدولي بالضغط من أجل احترام حقوق السكان في القدس، وتحقيق ظروف معيشية عادلة تحفظ كرامتهم وتكفل حريتهم في التنقل والعمل والتعليم.
ورغم صعوبة الظروف، إلا أن مشاعر الأمل لا تزال حاضرة. الكثيرون يعلّقون آمالهم على انتهاء مرحلة عدم الاستقرار، ويتطلعون إلى مستقبلٍ يعود فيه الأطفال إلى مدارسهم بطمأنينة، وتفتح فيه الأسواق من دون خوف، وتُرفع فيه القيود التي أثقلت كاهل المدينة وأهلها