عند مدخل بلدة سديروت الإسرائيلية، يرتسم مشهدٌ تنبعث منه ألوان هجوم دموي، وتتعالي منه أصوات “الأنفاس الأخيرة”

 

صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية رصدت جثثا متناثرة عند مدخل المدينة القريبة من قطاع غزة، وبقايا هجوم ترك ندوبا في الأحياء والأموات وفي الحجر أيضا.

 

فهذه مركبة تجارية مغطاة بالدماء وعلى مقربة منه جثث عمال أجانب تطايرت البطاطين عنهم بفعل الرياح.

 

 

وعلى الطريق كانت هناك حافلة يبدو أن سائقها توقف لتغيير إطارها. وكانت جثث ما لا يقل عن سبعة من ركابه الذين أصيبوا بالرصاص بجوار محطة للحافلات، ملقاة هناك لساعات، وكانت الدماء التي تسيل من أجسادهم قد تجلطت.

 

وهذه ملاقط بنادق كلاشينكوف، وأغلفة رصاص، وسيارات مثقوبة بطلقات الهجوم الذي نفذه مسلحون من حركة حماس، صباح السبت.

 

أما الصواريخ فكانت تنطلق من قطاع غزة وكأنها موسيقى تصويرية لذلك المشهد المرعب.

 

صورة خارج المشهد

 

وخارج هذا المشهد، كانت لوحة أخرى ترتسم لجنود لواء غولاني الأول في سديروت الذين وصلوا بعد وقت قصير من ظهر يوم السبت، ولم يتم استقبالهم بالأرز أو الابتسامات.

 

لدى وصول الجيش، صرخ أحد السكان، قائلا “الجيش ترك سديروت، كان يجب أن تأتي في السابعة صباحا. لقد أطلقوا النار هنا في الشارع الرئيسي”، بحسب ما نقلته “هآرتس”.

 

استدار ساكن آخر وتمتم بأنه كان يبحث عن قريبة له لم ترد على هاتفها منذ الصباح ولا يعرف مكانها.

 

ومن النوافذ حيث كانوا محاصرين، أطلّ سكان ورووا كيف دخل مسلحو حماس البلدة، ومدى استماتتهم في طلب المساعدة.

 

كانت السيارة التي دخلت بها إحدى مجموعات حماس إلى البلدة لا تزال في المكان، وبدت وكأنها تمثال وعلى سطحها مدفع رشاش.

 

وبحسب ضابط شرطة في المنطقة، فإن الرشاش ما يزال يحمل ذخيرة.

 

الاحتفال الأخير

 

في مركز شرطة سديروت، كانت تجري معركة كبيرة بين قوات الأمن الإسرائيلية ومسلحي حماس، ودوي أصوات الانفجارات وإطلاق النار يعلو في سماء المنطقة.

 

على مسافة أبعد من حدود غزة وتحديدا في أوفاكيم، احتدمت المعارك بين المسلحين وقوات الأمن الإسرائيلية.

 

كان معظم السكان متحصنين في منازلهم عندما وصل المسلحون الذين أطلقوا النار على المارة واستولوا على المنازل والمباني واحتجزوا عائلات بأكملها كرهائن.

 

وفي خضم المعارك، عملت القوات الإسرائيلية على تحرير رهائن. وفي بعض الحالات، تبادلت إطلاق النار مع مسلحي حماس وحاولت اقتحام المنازل.

 

استمر القتال حتى وقت متأخر من المساء وسط حالة من عدم اليقين بشأن مصير العديد من الرهائن. فيما أصبح علاج الجرحى هواية رئيسية في المدينة.

 

ومن بين المصابين أشخاص نجوا من هجوم على شبان كانوا يشاركون في حفل غنائي في الهواء الطلق بالقرب من غابة رعيم والذين تمكنوا من الوصول إلى أوفاكيم.

 

وبالقرب من سديروت، في موشاف ياخيني، رصدت “هآرتس” إحدى السيارات التي استخدمها منفذو الهجوم، ولا تزال تقف في المكان الذي شهد على ذبح سائقي السيارات على الطريق السريع.

 

وعلى بعد أكثر من كيلومتر، كانت هناك العشرات من السيارات المهجورة المثقوبة بالرصاص، إلى جانب جثتي زوجين شابين خارج إحدى المركبات كانا يحتفلان للمرة الأخيرة في حياتهما.

 

وبحلول اليوم الإثنين، نشر الجيش الإسرائيلي عشرات آلاف الجنود، من أجل استعادة السيطرة الكاملة على المناطق الصحراوية المتاخمة لقطاع غزة، وإنقاذ الرهائن وإجلاء السكان المتبقين.

 

وتعهد الجيش بملاحقة مسلحي حماس الذين ما زال عدد منهم داخل الأراضي الإسرائيلية، في كل مكان ينتشرون فيه.

 

وفي خطاب متلفز، أقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بقساوة الهج

وم الذي وصفه بـ”اليوم الأسود”.

 

وتوعد حماس بتحويل “كل الأماكن التي تختبئ فيها إلى ركام”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *