تحاول حركة حماس تعزيز سيطرتها على الضفة الغربية من خلال الصعود على وتر المقاومة واستخدام المنابر الإعلامية لترويج خطاباتها التي تخاطب الشباب بالضفة الغربية ٬ حيث أنها تسعى للتمكين من وجودها بالمخيمات الفلسطينية وتحجيم من دور السلطة الفلسطينية بالمخيمات

وكانت قد أعلنت حركة حماس تبنيها للخلايا المسلحة في الضفة الغربية والهجمات ضد أهداف إسرائيلية، في خطوة يرى متابعون للشأن الفلسطيني أنها تظهر ممارسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعبة خطرة بإطلاق يد حماس في الضفة الغربية ضمن ردة فعل منه لإثبات وجوده وقدرته على المناورة بعد تهميشه إسرائيليًّا.

ولكن هذه اللعبة يمكن  أن تشكل سلبياً على السلطة الفلسطينية وتكون هي أول ضحاياها، إذ أن تعاظم قوة حماس في الضفة الغربية وامتلاكها القوة العسكرية اللازمة قد يقودانها إلى التفكير في السيطرة على الضفة وسحب البساط من تحت الرئيس الفلسطيني والاستيلاء على سلطته مثلما فعلت في غزة عام 2007 حين سيطرت بقوة السلاح على القطاع وطردت قوات عباس.

وصرح نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري بأن “كل عمل مقاوم في الضفة الغربية إما تقف وراءه حماس أو تدعمه أو تحميه وتؤيده”.

وقال العاروري، الذي ينحدر من الضفة الغربية ويقيم خارج الأراضي الفلسطينية، إن “كل جهد مقاوم في الضفة الغربية لحماس سهْمٌ فيه بشكل أو بآخر (…) والحركة كانت ومازالت دائما في الصفوف المتقدمة في المقاومة”.

ويرى المتابعون أن كلام العاروري يكشف عن أن تركيز الخلايا المسلحة ليس وليد اللحظة وليس ردا على الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة المتزامنة مع صعود اليمين ضمن حكومة بنيامين نتنياهو، وأن الأمر مدبر منذ فترة طويلة، معتبرين أن تسليح مقاومين وتدريبهم وتأمينهم من الانكشاف لا يمكن أن يتم بعيدا عن أعين قوات السلطة الفلسطينية والتنسيق معها

وترد السلطة الفلسطينية بأن تصرفات إسرائيل تقوض قبضتها على الأمور باستمرار، مما يضعف سلطتها ويفاقم في الوقت نفسه حالة الاستياء بين الشباب الذين يعانون بالفعل من ارتفاع معدلات البطالة وندرة الفرص.

وتقول أصوات من داخل فتح إن التعلل بالأزمة الاقتصادية التي تعيشها السلطة من أجل التمكين لحماس في الضفة هو بمثابة عملية انتحار  سيطال وَقْعها الجميع داخل السلطة من عباس إلى الحكومة فحركة فتح التي لن يكون لها أي تأثير إن سقط خيار السلام

وتعيش الأراضي الفلسطينية حالة من الغليان إثر اقتحامات الاحتلال المستمرة للمخيمات الفلسطينية مما يستدعي المواجهة  لحماية أنفسهم  ولكن هذا الأمر جعل من حركة  حماس أن تستغل الموقف  لتحجيم دور السلطة الفلسطينية والتعظيم من شعبيتها

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *