أثار المقترح الإسرائيلي الجديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي نقلته مصر وقطر إلى حركة حماس، جدلاً واسعًا، خاصة بعد تضمنه شرطًا مثيرًا للجدل يتعلق بنزع سلاح الحركة.
وكانت تقارير إعلامية، من بينها “القاهرة الإخبارية”، قد نقلت عن مصادر مطلعة أن المقترح الإسرائيلي يشمل وقفًا لإطلاق النار لمدة 45 يومًا فقط (بدلاً من 70 يومًا كما كان مقترحًا سابقًا)، بالإضافة إلى شرط نزع سلاح المقاومة الفلسطينية. بدورها، أعلنت حماس أنها سترد على المقترح فور الانتهاء من مشاوراتها الداخلية.
مصر ترفض الربط بينها وبين شرط نزع السلاح
في أول تعليق رسمي، نفى رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، الدكتور ضياء رشوان، صحة ما تردد بشأن أن شرط نزع سلاح حماس كان اقتراحًا مصريًا. وقال في تصريحات تلفزيونية:
“من يرغب في تصديق هذه الرواية، فعليه أن يصدق كل ما يصدر عن الإعلام الإسرائيلي، الذي روّج لمزاعم غير صحيحة بشأن الدور المصري”.
وأوضح رشوان أن مصر ليست طرفًا محايدًا، بل طرف أصيل في الصراع، وأن موقفها ثابت في دعم الحقوق الفلسطينية. وأضاف: “الرئيس السيسي أعلن بوضوح أن مصر لن تقف مع الظلم، وشعبنا لن يقبل بذلك”.
جوهر التفاوض: الإفراج عن الأسرى ووقف دائم لإطلاق النار
بيّن رشوان أن المفاوضات الحالية تتركز على مطلبين أساسيين؛ الأول إسرائيلي يتعلق بالإفراج عن جميع المحتجزين لدى المقاومة، والثاني فلسطيني يتمثل في التوصل إلى وقف شامل ودائم للعدوان.
وأضاف أن إسرائيل، بدعم أمريكي، تراجعت عن اتفاق 17 يناير الماضي، الذي كان من المفترض أن يمهّد لمرحلة جديدة من المفاوضات لوقف الحرب نهائيًا.
وحول التقديرات الإسرائيلية لأعداد الأسرى، قال رشوان إن المقاومة تحتجز نحو 26 أسيرًا إسرائيليًا أحياء، بالإضافة إلى ما بين 30 إلى 32 جثة، مؤكدًا أن المقاومة لن تسلّم أيًا منهم دون ضمانات أمريكية أو تعهّد إسرائيلي مكتوب بوقف دائم لإطلاق النار.
الوساطة المصرية: دعم إنساني واستراتيجي
أكد رشوان أن الوساطة المصرية تنطلق من موقف استراتيجي وتاريخي في دعم القضية الفلسطينية، وأن مصر لا تحتاج إلى “شهادات حسن سير وسلوك” في هذا الملف.
وأضاف أن القاهرة شريك رئيسي في إدخال المساعدات إلى غزة، إذ تمثل المساعدات المصرية نحو 70 إلى 75% من إجمالي المساعدات التي دخلت القطاع، في حين لم تتجاوز المساعدات الدولية ربع هذا الحجم.
وأوضح أن أكثر من 105 آلاف فلسطيني دخلوا مصر، معظمهم من الجرحى والمرضى، لتلقّي العلاج في مستشفيات مصرية يزيد عددها على 100 منشأة طبية.
وأشار إلى التحديات اللوجستية التي تواجهها القاهرة، خصوصًا بعد إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني نتيجة الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة، مما دفع مصر لاستخدام معبر كرم أبو سالم لإيصال المساعدات.
رسائل مصر للمجتمع الدولي
شدد رشوان على أن مصر تواصل الضغط لفتح جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية، مؤكدًا أن هذا المطلب يأتي ضمن خطابات الرئيس المصري واتصالات وزير الخارجية مع الأطراف الدولية.
وقال إن مصر لن تتخلى عن دورها، داعيًا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في إنهاء معاناة سكان قطاع غزة.
استئناف العدوان الإسرائيلي
يُذكر أن جيش الاحتلال استأنف عملياته العسكرية ضد قطاع غزة في 18 مارس الماضي، بعد أن تراجع عن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُقر في 19 يناير. وكان الاتفاق يشمل تبادل المحتجزين وانسحاب إسرائيل من القطاع، إلا أن الأخيرة تنصّلت من التزاماتها، ما أدى إلى تجدد القتال وتفاقم الكارثة الإنسانية.