بعد اغتيال زعيم حزب الله حسن نصرالله٬ يتطلع الشعب اللبنانيان يحظى بمستقبل افضل للبنان من تعزيز الاقتصاد وعودة للقطاع السياحي مع تقوية العلاقات مع الدول العربية ومن شأنه يؤدي إلى استقرار سياسي واعادة الحكم في جنوب لبنان
لم يطل صمت القوى المعارضة اللبنانية على الحرب التي اتسعت بين إسرائيل و”حزب الله” وبعد المؤتمر الصحافي لرئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل الذي دعا “الحزب” إلى “تسليم سلاحه للجيش اللبناني بعد سقوط حجته بحماية سلاحه للبنانيين”، أطلّ رئيس حركة “تجدد” النائب ميشال معوض محاطاً بالنائبين فؤاد مخزومي وأشرف ريفي ليصف شعارات الحزب حول التوازن وقوة الردع بأنها “كاذبة”، وليحذّر من “تسلل السلاح والمقاتلين بين النازحين ما يشكل خطراً دائماً على المجتمعات المضيفة”.
وقال معوض “لقد وقع لبنان في المحظور الذي لطالما حذرنا منه، لبنان ينازع، والشعب اللبناني يموت ويذل، وإذا لم ننقذ أنفسنا فوراً سيكون ما نعيشه مآسي مضاعفة، ونهاية لبنان الذي نعرفه”. واضاف “الحقيقة هي أن هذه الحرب التي تُسقِط يومياً عشرات اللبنانيين، ليست حربنا بل حرب الآخرين على أرضنا. هذه الحرب ليست حربًا دفاعية، هذه الحرب لم يقررها الشعب اللبناني عبر مؤسساته الدستورية، هذه الحرب قررها وجرّنا إليها حزب الله، ومن ورائه محور الممانعة منذ صباح 8 تشرين/أكتوبر 2023. إنما من الذي يدفع ثمنها؟ اللبنانيون، جميع اللبنانيين. إنها حرب حصدت أكثر من 1200 ضحية وشهيد نصفهم في آخر عشرة أيام ومن ضمنهم عائلات بأكملها وأطفال ونساء”.
وتابع: “حرب حصدت أكثر من 5000 جريح، حرب حرقت الأرزاق ودمرت القرى والمدن، حرب هجرت أهلنا من الجنوب والبقاع وشرّدتهم وذلّتهم، حرب هددت العام الدراسي، حرب دمرت الاقتصاد اللبناني وكبدته مليارات الدولارات، في وقت اللبنانيون من دون كهرباء والمودعون سرقت أموالهم، والعسكري “عم نشحدلو 100 دولار بالشهر من دول العالم والاستاذ والقاضي وموظفو القطاع العام طار تقاعدهم وعم نفتش بالسراج والفتيلة تنلاقي 5 ملايين دولار بالموازنة للجامعة اللبنانية”. حرب تكرار المآسي والخيبات وفقدان الأمل. حرب تدور على وقع تعطيل المؤسسات الدستورية، بغياب وتغييب رئاسة الجمهورية وفي ظل حكومة مستقيلة من مسؤولياتها الوطنية، أصبحت وظيفتها الوحيدة أن تكون الصدى لمشروع “حزب الله” في الداخل وفي المحافل الدولية، حرب تدور على وقع مجلس نيابي مقفل بقرار من رئيسه، مقفل حتى في وجه مناقشة ما يتعرض له لبنان من عدوان ومخاطر وجودية، حرب قررها “حزب الله” وجرّنا إليها وهو مصرّ على السير بطريق الانتحار الذي ينحر كل لبنان”.
وسخر معوض “من شعارات قوة الردع وتوازن الرعب؟ أين هو هذا الردع؟ أين هو… وإفشال أهداف إسرائيل؟ في حين أن هدفنا وقف إراقة الدماء وإعادة أهالي الجنوب والبقاع إلى قراهم آمنين، لا أن نتغنى بنزوح المستوطنين الاسرائيليين. إسناد غزة؟ كلنا داعمون للقضية الفلسطينية، فلا يزايدن علينا أحد ولكن فليفسروا لنا أين دعم غزة التي لم يبق منها شيء، وهل طريق غزة تمر بتدمير لبنان؟ ولماذا يدفع لبنان الثمن وحيداً ودائماً، فبالنسبة لأي وطني لبناني يجب أن يبقى لبنان أولاً، تماماً كما إيران اولاً للايرانيين، والعراق اولاً للعراقيين، وسوريا اولاً للسوريين، والاردن اولاً للاردنيين، ومصر اولاً للمصريين”.
واعتبر “أن هذه الشعارات كلها شعارات كاذبة وان هذه الحرب هي حرب الاستثمار الممانع بأشلاء اللبنانيين لتحسين ظروف ايران في مفاوضاتها ومحاصصاتها المستمرة على حسابنا”. وقال “امام كل هذه التطورات الخطيرة، وفي وقت شعبنا يموت ولبنان يتمزق، هل مسموح ان نكتفي مثل ما يريد البعض، بالسكوت والتضامن الانساني؟ تضامننا الانساني كلبنانيين خارج النقاش والمزايدة. هو فعل ايمان بالعيش معاً، نترجمه كل يوم إلى أفعال مثل الكثير من اللبنانيين عبر مؤسساتنا وعملنا من دون تمنين ولا تبخير. هنا اسمحوا لي أن اقول، حذارِ! من تسلل السلاح والمقاتلين بين النازحين! ما يشكل خطراً دائماً على المجتمعات المضيفة وحذارِ من انفلات ممارسات التعدي من بعض الشبيحة على املاك الناس واحتلالها. الحكومة والجيش مطالبان باتخاذ اجراءات فورية وحاسمة “لأنو هيدا بياخدنا على غير محل”.
ودعا معوض “إلى وقف الحرب فوراً قبل فوات الأوان والاستفادة من الضغط الدولي على إسرائيل، والتطبيق الشامل للقرار 1701 بكل مندرجاته وهذا يعني: وقف الاعمال الحربية على جانبي الحدود، اعلان حالة الطوارئ في كل لبنان ونشر الجيش في الجنوب بمساندة قوات اليونيفيل وعلى كامل الاراضي اللبنانية، تسليم الجيش وضبط كل الحدود والمعابر وتطبيق القرار 1680 وحصر السلاح والقرار الاستراتيجي بالدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية تطبيقاً للطائف وللقرار1559”.
ورأى “أن هذا يتطلب اعادة تكوين السلطة لمواكبة المسار الانقاذي بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية”، مطالباً “الرئيس نبيه بري بفتح المجلس النيابي فوراً امام انتخاب الرئيس بجلسة مفتوحة بدورات متتالية والكف عن تعطيل النصاب، ومن ثم تشكيل حكومة اولويتها استعادة السيادة والاستقرار والشروع بالاصلاح واطلاق عجلة الاقتصاد”.
وختم: “إلى حزب الله نقول: كفى، كفانا رهانات وكفانا مغامرات، كفانا شعارات مدمرة، وانكاراً للحقائق، كفانا تخويناً واستكباراً وانقساماً وكراهية. جرّنا إلى الانتحار الجماعي ليس بطولة بل البطولة والشجاعة الاعتراف بالخطأ وتصحيحه. كل قطرة دم لبنانية أغلى من كل هذه الرهانات. لبنان ينتظرنا حان الوقت ان نتلاقى كلنا تحت سقف دولته ودستوره وأرزته قبل فوات الأوان”.