جنين – تعيش البلدة القديمة في مدينة جنين على وقع توتر متزايد خلال الأيام الأخيرة، مع تكثيف جيش الاحتلال الإسرائيلي لعملياته العسكرية في ساعات الليل، وسط حالة من الخوف والقلق تسود بين السكان، الذين يخشون من تكرار سيناريوهات الاقتحامات السابقة التي خلفت دمارًا واسعًا في البنية التحتية وسقوط ضحايا مدنيين.

وبحسب شهود عيان، فقد شهدت أزقة البلدة القديمة انتشارًا مكثفًا لقوات الاحتلال خلال الليالي الماضية، تخلله اقتحامات لمنازل وتفتيش دقيق، ترافق مع أصوات انفجارات واشتباكات متفرقة، ما أدى إلى حالة من الهلع في صفوف السكان، خاصة الأطفال وكبار السن.

السكان بين نارين

المواطنون في البلدة القديمة يجدون أنفسهم عالقين بين نارين: من جهة، وجود مجموعات مسلحة قد تختبئ في أحيائهم السكنية، ومن جهة أخرى، خطر الاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال، التي غالبًا ما تستخدم القوة المفرطة عند الاشتباه بوجود مقاومين في أي منزل.

تقول إحدى السيدات القاطنات في الحي: “نعيش في حالة رعب كل ليلة. نخاف أن يكون هناك أحد من المسلحين قريب من بيتنا، فيؤدي ذلك لقصف المنزل أو اقتحامه. أطفالنا لا يستطيعون النوم، ونحن لا نعرف ما الذي قد يحدث في أي لحظة”.

ويضيف أحد كبار السن: “لا أحد يحمي المدنيين هنا. الاحتلال يستهدف أي مكان يشك فيه، والمسلحين يختفون دون تنسيق أو حساب لعواقب ذلك على الناس. نحن من ندفع الثمن في النهاية”.

قلق متزايد من تصعيد أكبر

وسط هذا التوتر، يسود قلق واسع في أوساط السكان من أن تكون هذه التحركات مقدمة لعملية عسكرية واسعة، كما حدث في مرات سابقة، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة في الضفة الغربية بشكل عام، وتصاعد العمليات والردود المتبادلة بين قوات الاحتلال والمجموعات المسلحة.

منظمات حقوقية محلية حذّرت بدورها من أن أي تصعيد في جنين سيؤدي حتمًا إلى مزيد من الانتهاكات بحق المدنيين، ودعت إلى ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، وعدم الزج بالأحياء السكنية في دائرة المواجهة.

أمام هذا الواقع، تبقى البلدة القديمة في جنين ساحة مفتوحة على كل الاحتمالات، فيما يزداد الضغط النفسي على سكانها الذين يعيشون ليلهم في رعب دائم، دون أن يلوح في الأفق أي ضمان لحمايتهم. فالمخاوف من تكرار المأساة تكبر يومًا بعد يوم، والسؤال الذي يردده الجميع: إلى متى يبقى المدنيون هم الضحية الأولى؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *