خلال الفترة الماضية، رفعت إسرائيل استعداداتها العسكرية على الجبهة الشمالية، فيما تنفذ غارات في العاصمة اللبنانية، بيروت، وما زالت احتمالية اجتياح بري في الأراضي اللبنانية تطرح باجتماعات قادة الجيش الإسرائيلي.
الرئيس الأميركي، جو بايدن، قال إن “الوقت حان لوقف إطلاق النار في لبنان”، وذلك في رده على استفسارات صحفية عما إذا كان التوغل الإسرائيلي البري في لبنان “أمرا حتميا”.
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو أكد، السبت، أيضا أن المهمة التي أفضت إلى مقتل زعيم حزب الله حسن نصرالله، لم تكتمل بعد وأمام إسرائيل “أيام مليئة بالتحدي”.
وقال نتانياهو إن القضاء على نصرالله يمثل نقطة تحول تاريخية يمكن أن تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط.
وعلى الصعيد العالمي جاءت إسرائيل في المرتبة 17 على صعيد العالم، حسب مؤشر “غلوبال فاير باور” المختص في الشؤون العسكرية واللوجستية.
ووفقا لبيانات المؤشر، تمتلك إسرائيل 170 ألف جندي في الخدمة الفعلية، وهي تتفوق في العديد من النواحي العسكرية على صعيد المنطقة، ومنها ميزانية الإنفاق على الدفاع البالغة 24 مليار دولار سنويا.
ورغم استخدامها للعديد من الأسلحة الأميركية، إلا أنها دباباتها الميركافا محلية الصنع، إذ تمتلك 1370 دبابة.
كما يمتلك الجيش الإسرائيلي 150 راجمة ومنصة إطلاق صواريخ متعددة الاستخدامات، و43 ألف مركبة قتال مدرعة.
ومن ناحية القوة البحرية، تمتلك إسرائيل 67 قطعة بحرية لإسرائيل من ضمنها خمس غواصات.
تتفوق إسرائيل كذلك من الناحية التكنولوجية، ويعود ذلك بدرجة كبيرة إلى “الدعم المالي والعسكري الكبير من الولايات المتحدة”، التي سعت منذ فترة طويلة إلى ضمان تفوق إسرائيل في المنطقة كجزء من التزامها بأمن حليفتها، وفق تقرير سابق لوكالة بلومبيرغ.
وعلى صعيد القوة الجوية، تعتبر إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك مقاتلات من طراز “إف-35” الأميركية. وهناك اعتقاد على نطاق واسع بامتلاك إسرائيل لسلاح نووي، رغم عدم اعترافها بذلك على الإطلاق.
القوة الضاربة الرئيسية للقوات الجوية الإسرائيلية هي طائرات “إف-16″، كما تمتلك طائرات مقاتلة من طراز “إف-15″، وطائرات هليكوبتر هجومية أميركية من طراز أباتشي.
أسراب الطائرات العسكرية الإسرائيلية تضم 612 طائرة، بينها 241 مقاتلة و146 مروحية.
وهي تمتلك مزايا متقدمة في مجال الطائرات المسيرة، والحرب السيبرانية وحرب الفضاء وبالطبع الحرب النووية.
وتعتمد إسرائيل منذ عام 2011 بشكل كبير على نظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية” الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات لاعتراض وتدمير الصواريخ قصيرة المدى باستخدام تكنولوجيا الرادار.
الجبهة الشمالية لإسرائيل
رغم ادعاءات إسرائيل أنها لا “تأمل” أن تشن غزوا بريا على لبنان، أفاد تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” أن الجيش الإسرائيلي يواصل حشد قواته على طول الحدود مع لبنان، استعدادا لاحتمال اجتياح لجنوب لبنان.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس قبل أيام أن القوات الإسرائيلية حرّكت “آلاف القوات” من العمليات العسكرية في غزة إلى الجبهة الشمالية.
وذكرت الصحيفة أن الشاحنات الإسرائيلية تقوم بنقل غرف آمنة متنقلة ودبابات. كما ظهرت قواعد عسكرية ونقاط تمركز القوات الإسرائيلية في الجبال وداخل الكيبوتسات التي تم إخلاؤها.
ونشرت قوات الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع لواءين احتياطيين من قوات النخبة، تم تدريبهما.
وبحسب الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي، فالقيادة الشمالية هي المسؤولة عن “الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان وسوريا”، والتي يقع مقرها في صفد.
قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، هو اللواء أوري غوردين.
ويتحدث الجيش عن مهام هذه القيادة بالتركيز على التهديدات التي يشكلها حزب الله، وترسانته من الأسلحة، ومواجهة التحديات المختلفة بما في ذلك التسليح للقوى المعادية في سوريا ولبنان من قبل النظام الإيراني.
ويتبع للقيادة الشمالية ألوية أساسية: لواء جولاني، واللواء المدرع السابع، واللواء المدرع 188، والفرقة 282 من فيلق المدفعية، إضافة للعديد من كتائب الاستطلاع.
وبتتبع الأخبار المنشورة على صفحة القيادة الشمالية التابعة للجيش الإسرائيلية تم تنفيذ العديد من التدريبات بالتعاون مع وحدات وفرق أخرى داخل الجيش الإسرائيلي.
وفي يوليو الماضي، استكمل لواء الناحال الشمالي (228) تدريبات للقتال في لبنان، حيث تدربت على الحرب والتنقل في مناطق وعرة، والتقدم على محاور جبلية، وتفعيل النيران.
وهذه أول مرة يتم فيها استدعاء قوات لواء الناحال الشمالي إلى العمل العسكري على الحدود الشمالية، وفق ما نقله موقع الجيش الإسرائيلي.
وفي أغسطس الماضي، أجرت قاعدة حيفا التابعة لسلاح البحرية بالتعاون مع الفرقة 146، والشرطة الإسرائيلية ومستشفى رمبام تمرينا يحاكي سيناريوهات الدفاع والهجوم في المجال البحري الشمالي.
وفي الشهر ذاته استكمل لواء كفير التمرينات على المعارك على الجبهة الشمالية.
العمليات العسكرية الإسرائيلية، تتسبب بقلق دولي بأن تؤدي إلى تداعيات بعيدة المدى في الشرق الأوسط، إذ حولت إسرائيل تركيزها من حربها المستمرة منذ قرابة العام على حركة حماس إلى تنفيذ عمليات ضد حزب الله وسط مخاوف من أن تؤدي الضربات في لبنان إلى اندلاع حرب أوسع نطاقا وتجر إليها إيران.