قالت الولايات المتحدة إن إسرائيل ربما تكون قد استخدمت الأسلحة التي زودتها بها واشنطن، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي في بعض الحالات خلال الحرب في غزة.
وتقول وزارة الخارجية الأمريكية إنه “من المنطقي تقييم” أن تلك الأسلحة قد استخدمت بطرق “تتعارض” مع التزامات إسرائيل.
لكنها أضافت أن الولايات المتحدة ليس لديها معلومات كاملة في تقييمها وأن شحنات الأسلحة يمكن أن تستمر.
وتم تقديم التقرير إلى الكونغرس يوم الجمعة، بعد تأخير في تقديمه
وتحققت المراجعة التي أمر بها البيت الأبيض في كيفية استخدام إسرائيل، بالإضافة إلى ست دول أخرى مشاركة في صراعات، للأسلحة الموردة من الولايات المتحدة منذ بداية العام الماضي.
وبينما كان التقرير بمثابة توبيخ واضح لبعض العمليات الإسرائيلية في غزة، فإنه لم يصل إلى حد القول بشكل قاطع بأن حملة القوات الإسرائيلية قد انتهكت القانون الدولي.
وأضاف التقرير أنه كان على إسرائيل أن تواجه “تحدياً عسكرياً استثنائياً” في قتالها ضد حماس في غزة.
ونوه التقرير إلى أن التأكيدات الإسرائيلية بشأن الالتزام بالاستخدام القانوني للأسلحة الأمريكية كانت “ذات مصداقية وموثوقة”.
كما أشار التقرير إلى أنه نظراً لأن حماس “تستخدم البنية التحتية المدنية لأغراض عسكرية والمدنيين كدروع بشرية”، فإنه غالباً ما يكون “من الصعب تحديد الحقائق على الأرض في منطقة حرب نشطة” فيما يتعلق بالأهداف المشروعة.
وأوضح التقرير أن اعتماد إسرائيل الكبير على الأسلحة أمريكية الصنع، فمن المحتمل أنها استُخدمت “في حالات لا تتفق مع التزاماتها بالقانون الإنساني الدولي أو مع الحد الأعلى من الإجراءات المعمول بها لتخفيف الأضرار التي تلحق بالمدنيين”.
وأضاف أن “إسرائيل لديها المعرفة والخبرة والأدوات اللازمة لتنفيذ أفضل الممارسات لتخفيف الضرر الذي يلحق بالمدنيين في عملياتها العسكرية”، لكن “النتائج على الأرض، بما في ذلك ارتفاع مستويات الضحايا المدنيين، تثير تساؤلات جوهرية حول ما إذا كان الجيش الإسرائيلي يستخدمها بشكل فعال في الحالات كافة”.
وقال التقرير إن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وصفت الجهود الإسرائيلية للتخفيف من الأضرار التي لحقت بالمدنيين بأنها “غير متسقة وغير فعالة وغير كافية”.
وتوصلت وزارة الخارجية الأمريكية أن إسرائيل لم تتعاون بشكل كامل مع جهود واشنطن لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة في الأشهر الأولى من الصراع، لكنها قالت إن هذا الوضع قد تغير.
وأفاد التقرير “لا نعتقد حاليا أن الحكومة الإسرائيلية تحظر أو تقيد نقل أو توصيل المساعدات الإنسانية الأمريكية”.
وقال ديفيد ساترفيلد، أحد مُعدي التقرير، وهو سفير الولايات المتحدة السابق في تركيا، لبي بي سي إن التقرير هو الأول من نوعه وأن الولايات المتحدة ستواصل إبقاء الإجراءات الإسرائيلية “قيد المراجعة”.
وأضاف: “هذا صراع لا يشبه أي صراع شهده العالم”. “لقد حاولنا أن نأخذ في الاعتبار كل هذه العوامل للتوصل إلى حكم ذي شفافية، ولكن أيضاً ذو مصداقية”.
وتم إصدار التقرير أخيراً، بعد أيام من تهديد الرئيس الأمريكي جو بايدن، علناً بحجب بعض القنابل وقذائف المدفعية عن إسرائيل إذا مضت قدماً في هجومها على رفح، آخر معقل لحركة حماس في غزة والتي تكتظ بأكثر من مليون فلسطيني.
وقبل وقت قصير من نشر التقرير، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحذيرات الرئيس بايدن بأن العملية في رفح ستتجاوز “الخط الأحمر” وتعهد بأن إسرائيل “ستقف بمفردها” إذا لزم الأمر.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80 ألف شخص فروا من رفح منذ يوم الاثنين، في حين أفادت التقارير أن الدبابات الإسرائيلية احتشدت بالقرب من المناطق المبنية وسط القصف المستمر.
وسيطرت القوات الإسرائيلية على معبر رفح مع مصر وأغلقته في بداية عمليتها، في حين قالت الأمم المتحدة إن وصول موظفيها وشاحناتها إلى معبر كرم أبو سالم الذي أعيد فتحه مع إسرائيل أمر خطير للغاية.
وشنت إسرائيل حملة عسكرية في غزة لتدمير حماس رداً على الهجوم الذي شنته الجماعة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والذي قُتل خلاله حوالي 1200 شخص واحتجز 252 آخرين كرهائن. وقُتل أكثر من 34.900 شخص في غزة منذ ذلك الحين، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.