كانوا جوعى وكانت تلك الشاحنات كل أملهم، لكن حتى ذلك الدقيق المنشود اختلط بدمائهم ليخط بها فصلا قاتما جديدا من حرب غزة.
إنهم سكان شمال غزة، المحاصرون منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذين أحزنوا العالم، وهم يتساقطون جثثا، على شاحنات توزيع المساعدات عند “دوار النابلسي”.
فما بين مذعور ومصدوم عبّر مسؤولون حول العالم عن مشاعرهم إزاء مقتل أكثر من مئة فلسطيني خلال توزيع مساعدات عند “دوار النابلسي” شمالي غزة.ووفق وزارة الصحة في غزة، قُتل فجر الخميس، أكثر من 110 فلسطينيين، وأصيب 760 آخرون، خلال تجمهرهم في محاولة للحصول على مساعدات في الشمال.
غوتيريش “مصدوم”
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال إنه “شعر بالفزع إزاء الخسائر البشرية المأساوية الناجمة عن الصراع في غزة”، حيث قُتل حتى الآن أكثر من 30 ألف شخص وأصيب أكثر من 70 ألفا آخرين، بحسب أرقام وزارة الصحة في القطاع.
وهكذا عبّر مارتن غريفيث، مسؤول الإغاثة في الأمم المتحدة، في منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقا).
وكتب غريفيث “أشعر بالفزع إزاء التقارير التي تفيد بمقتل وإصابة مئات الأشخاص في أثناء نقل إمدادات المساعدات غرب مدينة غزة”. “الحياة تستنزف من غزة بسرعة مرعبة”.
بوريل “مرعوب”
أما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل فشعر “بالرعب”، عندما سمع عن “مجزرة” توزيع الدقيق، شمالي غزة.
وكتب بوريل في حسابه على “إكس”: “أشعر بالرعب عندما أسمع أنباء عن مذبحة أخرى بين المدنيين في غزة، الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية”.واعتبر المسؤول الأوروبي أن “حرمان الناس من المساعدات الغذائية يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني”، داعيا في الوقت نفسه إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة “دون عوائق”.
إدانات عربية ودولية
وتوالت الإدانات العربية والدولية لسقوط هذا العدد من القتلى في أثناء محاولاتهم الحصول على مساعدات في ظل منع إسرائيل دخولها ووصلوها إلى شمال غزة، منذ اندلاع الحرب.
دولة الإمارات العربية المتحدة أدانت ما حدث، وأعربت عن قلقها البالغ جراء تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع والتي تهدد بوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين الأبرياء.وشددت على أن الأولوية العاجلة هي إنهاء عمليات التصعيد العسكري والوقف الفوري لإطلاق النار.
من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فجر الجمعة عن “أشدّ إدانة” لمقتل عشرات الفلسطينيين خلال توزيع مساعدات إنسانية، مطالباً بجلاء “حقيقة” ما جرى وتحقيق “العدالة” للضحايا.
وقال ماكرون في منشور على منصة “إكس”: “سخط عميق إزاء الصور الآتية من غزة، حيث استُهدف مدنيون من قبل جنود إسرائيليين، أعرب عن إدانتي الأشدّ لعمليات إطلاق النار هذه وأطالب بالحقيقة والعدالة واحترام القانون الدولي”.
أما الولايات المتحدة فطلبت من إسرائيل تقديم أجوبة وضمان توصيل الإغاثة الإنسانية بشكل آمن بعد مقتل العشرات خلال توزيع المساعدات، ووصفت الوضع في القطاع الفلسطيني بأنه “يائس”.