الضفة الغربية – الشرق الآن

منذ اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل، والتي أثارت مخاوف كبيرة في المنطقة، بدأت الشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية بتنفيذ خطة طوارئ شاملة تهدف إلى حماية المواطنين والحفاظ على الأمن والاستقرار في ظل هذا التصعيد الإقليمي المتسارع.

ومع تزايد التوترات السياسية والأمنية، كثّفت الشرطة من انتشارها الميداني، وأطلقت بالتوازي حملة مساعدات إنسانية استهدفت العائلات المحتاجة في مختلف المدن والمخيمات، في خطوة لاقت ترحيبًا واسعًا من قبل المواطنين.

الشرطة ترفع الجاهزية وتنتشر ميدانيًا

وأكدت مصادر في الشرطة الفلسطينية أن التعليمات صدرت منذ اللحظة الأولى للحرب، بتفعيل خطة أمنية موسعة تشمل دوريات على مدار الساعة، نقاط تفتيش، ومراقبة دقيقة لتحركات الأفراد والمركبات. وتهدف هذه الإجراءات إلى منع استغلال الأوضاع الإقليمية لتنفيذ أي نشاطات تخلّ بالأمن أو النظام العام.

وفي تصريح خاص لصحيفة “الشرق الآن”، قال العقيد علاء شديد، مسؤول العمليات في الشرطة الفلسطينية برام الله:

“نحن نعيش لحظة إقليمية دقيقة، ونعمل ليل نهار لحماية شعبنا من أي فوضى أو انفلات. الشرطة الفلسطينية ليست فقط حامية للنظام، بل هي الدرع الأول لحماية المجتمع من أي تأثير خارجي محتمل، وخصوصًا في ظل هذه الحرب المفتوحة.”

وأضاف: “قمنا بتفعيل خطة انتشار ميداني تشمل كل المحافظات، وهناك متابعة يومية للأوضاع، واستعداد كامل للتعامل مع أي طارئ”.

 

وبالتوازي مع العمل الأمني، شرعت الشرطة الفلسطينية بالتعاون مع مؤسسات مدنية وخيرية في تنفيذ حملة مساعدات إنسانية استهدفت العائلات المحتاجة، لا سيما تلك التي تعاني من الفقر المدقع أو التي تضررت بفعل الأوضاع الاقتصادية المتردية.

وقد شملت الحملة توزيع طرود غذائية تحتوي على مواد أساسية كالدقيق، الأرز، الزيت، والمعلبات، بالإضافة إلى مواد تنظيف وأدوات صحية. وتوزعت نقاط التوزيع على عدد من مدن الضفة أبرزها: نابلس، الخليل، بيت لحم، وطولكرم.

وأوضح المقدم ناصر عمر، من إدارة العلاقات العامة في الشرطة، أن الحملة تأتي استجابة لحاجة المواطنين في ظل التحديات المتزايدة. وقال:

“ندرك تمامًا حجم الضغط الاقتصادي على أبناء شعبنا، ولهذا جاءت هذه المبادرة لتقول للناس إننا إلى جانبكم في كل الظروف، وليس فقط في الأمور الأمنية.”

 

وقد أعرب المواطنون عن ارتياحهم الكبير لهذه الخطوات، حيث أثنوا على الجهود المبذولة من قِبل الشرطة، لا سيما في الجمع بين الجانب الأمني والخدمي في وقت بالغ الحساسية.

ويقول المواطن رامي أبو حسن من مخيم العروب:

“الشرطة هذه الفترة تقوم بدور ممتاز، مش بس بالحماية، كمان بالمساعدات. شفناهم يوزعوا طرود غذائية بكرامة وبدون تمييز”.

 

وبينما تستمر الحرب بين إيران وإسرائيل، تبقى العيون الفلسطينية متوجسة من تداعيات الصراع على الساحة الداخلية. لكن الجهود المتواصلة للشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية، سواء على المستوى الأمني أو الإنساني، تشكل عامل طمأنة أساسي للمواطنين، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تطورات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *