أثارت فتوى حديثة أصدرها الشيخ أ.د. سلمان بن نصر الداية جدلًا واسعًا حول الحكم الشرعي٬ لإطلاق الصواريخ من المناطق السكنية المأهولة بالسكان في ظل الظروف التي يواجهها قطاع غزة. الفتوى تركزت على الأبعاد الشرعية والإنسانية لهذا النوع من العمليات.
ما حكم إطلاق القذائف الصاروخية من أماكن تواجد السكان أو مناطق نزوحهم؟
الشيخ سلمان بن نصر الداية أشار في رده إلى أن هذه العمليات ليست فقط مخالفة لأصول الجهاد الشرعي، بل تؤدي إلى تداعيات مدمرة على المدنيين الذين يُفترض أن يتم حمايتهم.
وعدد الأثار المترتبة حول هذا لفعل:
- خسائر بشرية فادحة: استهداف القوات المعادية للمناطق التي تُطلق منها القذائف يؤدي إلى قتل الأبرياء.
- تشريد المدنيين: نزوح العائلات من منازلهم، وما يصاحبه من معاناة تتعلق بنقص المأوى والغذاء.
- تدمير الممتلكات: أضرار جسيمة في البنى التحتية والمساكن.
- تفاقم الأزمة الإنسانية: تعرض الأطفال والنساء وكبار السن لأوضاع معيشية صعبة تشمل البرد والجوع ونقص الرعاية الصحية.
وجه الشيخ رسالة مباشرة إلى الشباب الذين يقومون بإطلاق الصواريخ من بين الأحياء السكنية قائلاً: “إن أفعالك وتداعياتها تتنافى مع مقاصد الجهاد، الذي شُرع لحماية مصالح الناس لا لتعريضهم للهلاك.”
وأكد على حديث النبي ﷺ: (مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللهِ بِسَخَطِ النَّاسِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَأَرْضَى عَنْهُ النَّاسَ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللهِ، سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ).
محنة النازحين والمعاناة اليومية
واستعرض الشيخ معاناة النازحين الذين يفتقرون إلى:
- الحد الأدنى من مقومات الحياة: مثل الطعام والشراب.
- المأوى: حيث يضطر الكثيرون إلى العيش في ظروف لا تليق بالبشر.
- الخدمات الصحية: مثل الأدوية والرعاية الطبية.
- الخصوصية: خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يعانين في قضاء حوائجهن.
وأشار الشيخ إلى المآسي التي تُفرض على الأطفال وكبار السن في ظل البرد القارس، قائلاً: “هل فكرت في حال المرأة العجوز والشيخ الكبير والطفل الرضيع وهم يرتجفون من البرد؟”
دعوة إلى إعادة التفكير
وقال الشيخ إن هذه العمليات تساهم في زيادة العدوان، وإن الخيار الأفضل هو تجنب هذه الأفعال التي تزيد من معاناة الناس بدلاً من تخفيفها.
وأضاف: “أيهما أخف ضرراً: وجود الاحتلال دون استفزازه أم استهدافه بالصواريخ وجعله يضاعف من تدميره لقطاعنا؟”
انتقاد صمت العلماء
انتقد الشيخ ما وصفه “بسكوت العلماء” عن هذه الممارسات، وأكد أن بعضهم يعلم يقيناً حرمة هذه الأعمال، ولكنهم يخشون التصريح بذلك. ووصف هذا السكوت بأنه “إمعية مهينة للعلم من علماء الداخل وتبرير عاطفي من علماء الخارج.”
واختتم الشيخ فتواه بالدعاء، قائلاً: “أسأل الله أن يشرح صدوركم لقبول هذه الفتوى، وأن تتقربوا إلى الله برحمة أهليكم، والتخفيف عنهم.”
كما دعا لأهل القطاع جميعاً قائلاً: “نسأل الله الهدى والرشاد، وكشف البلاء، والكفاية من شر عدونا.”
وأثارت فتوى الشيخ سلمان الداية نقاشاً واسعاً، ووضعت النقاط على الحروف فيما يتعلق بالآثار المدمرة لإطلاق الصواريخ من الأماكن السكنية. هذه الفتوى جاءت لتسليط الضوء على المسؤوليات الشرعية والأخلاقية تجاه المدنيين الأبرياء، ودعوة صريحة للتفكر في عواقب هذه الممارسات.