في وقت تستمر الحرب على قطاع غزة لأكثر من ٨٠ يوماً٬ تزداد الخطط التي توضع للقطاع لما بعد الحرب٬ حيث أن هناك تطلع للسلطة الفلسطينية التي تستحوذ بها حركة فتح نسبة ٩٠٪ لحكم القطاع٬ بينما تتعدد أراء الفلسطينيين بقطاع غزة٬ بين من يؤيد هذه الخطوة٬ بسبب الأوضاع التي من الممكن أن ينجر إليها القطاع.
يمكن لنا أن نرى هذه المرحلة المصيرية لغزة ٬ بأنها انتقاله جديدة للقطاع٬ فنضع سؤالين مهمين٬ هل سيتبخر القطاع بسب الحرب الإسرائيلية؟ أم أن المرحلة السياسية ستحدث خرقاً ؟ نظراً لأن مفاوضات كبيرة تحدث بالخفاء اتجاه المرحلة المقبلة.
بالقياس لآراء الشارع الفلسطيني نجد أن إنهاء الحرب هو مطلب رئيسي لدي الفلسطينيين٬ بينما التطلع لمن هو قادر على وضع حد والمحاولة في خوض في تفاوض سياسي قد يجني ثماره اتجاه التصعيد بين حركة حماس وإسرائيل.
لكن وهو المهم أن أي انتقاله جديدة للحكم٬ قد تكون حركة فتح هي الاختيار الأمثل٬ لإدارة القطاع٬ حيث أنها الأقدر على تحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين٬ لا سيما أنها أيضاً تحظى بمنظومة شعبية كبيرة بين المواطنين٬ وفي حين أن قطاع غزة قد شهد العديد من المظاهرات التي تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية ٬ التي تطالب في تنحي حماس عن حكم القطاع٬ وكان الأعين تتركز اتجاه حركة فتح لما لها من خبرة سابقة٬ وتحظى بقبول دولي كبير٬ لما تحظى به من تمثيل قوي بمنظمة التحرير٬ وبالسلطة الفلسطينية خلافاً لباقي التنظيمات الأخرى.
إن الأجدر بحركة فتح الآن أن تفرض نفسها بأي مرحلة مقبلة حتى يتثنى لها الحكم بالقطاع٬ ونظراً لأن الأوضاع تمر بمراحل خطيرة بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع٬ وكل يوم بات القطاع يعيش سياسة “الأرض المحروقة” لدرجة أن لا أحد يعرف بيته الآن من المواطنين إلا من ظهرت بعض ملامحه٬ بسبب الدمار الكثيف الذي حل القطاع ٬ وتدمير البنية التحتية٬ لا أعتقد أن المواطنين في حيلة لاستمرار الحرب٬ بينما يتطلب الموقف قيادة حكيمة توقف هذه الحرب اتجاه ضبط الأوضاع٬ حتى يضع إسرائيل تحت الأمر الواقع٬ نحن أمام حرب كبيرة قد تجعل من قطاع غزة مكان صحراوي خالي من أي مقومات الحياة٬ إن ما اتبعته إسرائيل من سياسة الأرض المحروقة٬ وحملات الإبادة الجماعية٬ تعطينا رؤية بأننا أمام عنجهية غير متماثلة٬ واستمرارها قد ينهي وجود القطاع الذي يمثل جزءً من أي حلول للقضية الفلسطينية٬.
إجراء إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية
مؤخراً كانت الإدارة الأمريكية في مفاوضات غرف سرية٬ اتجاه وضع خطط لإدارة قطاع غزة٬ بينما كانت قد رشحت السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع٬ مقابل إصلاحات بداخل الصف القيادي للسلطة٬ وهذا الذي بدأ النقاش به مؤخراً٬ وهذا يعني زن حركة فتح أصبحت السيناريوهات المطروحة لما بعد الحرب علي القطاع.
وهذا ما جعل جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، أن يجتمع مع عباس، يوم الجمعة الماضي، ليصبح أحدث مسؤول أمريكي كبير يحثه على إجراء تغييرات سريعة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحفيين بعد اجتماعه بالزعيم الفلسطيني، في أواخر نوفمبر، إنهما ناقشا ضرورة إجراء إصلاحات.
وقال ثلاثة فلسطينيين ومسؤول إقليمي كبير مطلعون على المحادثات إن مقترحات واشنطن السرية تشمل أيضًا تنازل عباس عن بعض سلطاته.
بينما قالت مصادر فلسطينية وإقليمية إن المقترحات المطروحة تتضمن تعيين نائب لعباس، وإعطاء صلاحيات تنفيذية أوسع لرئيس الوزراء، وإدخال شخصيات جديدة في صفوف القيادة
وكثرت التساؤلات بعد حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عزم إسرائيل تولي “المسؤولية الأمنية الشاملة” في القطاع بعد انتهاء الحرب.
وتوعدت إسرائيل بـ”القضاء” على حركة حماس التي تسيطر على غزة منذ 2007.
ولكن الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، أكدت على ضرورة ألا تعاود إسرائيل احتلال القطاع بعد نهاية المعارك.
تقدير موقف:
جميع ما يجرى بالخارج من اجتماعات مغلقة هو التقرير في مرحلة غزة بعد الحرب٬ ومن بين الأسئلة التي تطرح على الطاولة من سيدير القطاع؟ من الذي يحظى بقبول دولي وقادر أن ينصاع للقرارات الدولية؟ لكن إن البث بهذا الشأن قد يبدو فلسطينياً بالدرجة الأولى لكن هناك من نحتاجه ه القبول الدولي لهذا الاختيار٬ ومن تلك السيناريوهات المطروحة هو تولي الشق الثاني من حركة فتح ” التيار الإصلاحي” الذي يترأسه القيادي٬ محمد دحلان وهو رجل له قبول من كل دول العالم٬ وله شعبية كبيرة في بين الفلسطينيين٬ وأعتقد أن المرحلة المقبلة سيكون هناك تغيير فعلي علي سبيل القضية الفلسطينية٬ سيؤدي بالأخير لهدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وقطاع غزة.
.