تحولات في المشهد التفاوضي بعد خروج الجهاد الإسلامي من ملف الأسرى
مع إفراج حركة الجهاد الإسلامي عن آخر أسير كان بحوزتها في 15 فبراير، بات ملف التفاوض حول الأسرى والرهائن بالكامل بيد حركة حماس، ما عزز موقفها في المفاوضات الجارية مع الوسطاء الدوليين دون أي تدخل مباشر من الجهاد الإسلامي أو أمينها العام زياد النخالة.
الجهاد الإسلامي تنهي دورها في ملف الأسرى
منذ بداية القتال، لعبت الجهاد الإسلامي دورًا مهمًا في ملف الأسرى، حيث أطلقت سبعة رهائن إسرائيليين ونجحت في تحرير أكثر من 200 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال ضمن عمليات تبادل. إلا أن قرارها بإطلاق آخر أسير كان بحوزتها يعني عمليًا خروجها من دائرة التأثير المباشر في المفاوضات، مما جعل حماس الجهة الوحيدة التي تتحكم بملف الرهائن والأسرى.
تعزيز موقف حماس في المفاوضات
مع انتهاء دور الجهاد الإسلامي في ملف الأسرى، باتت حماس تمتلك الورقة الأقوى في أي محادثات مستقبلية حول التهدئة أو التبادل. فعدم وجود أي أسرى لدى الجهاد يجعل قرارات التفاوض مركزة بالكامل بيد قيادة حماس، ما يمنحها مساحة أوسع للمناورة والتفاوض مع الوسطاء الدوليين.
مصادر مطلعة تشير إلى أن زياد النخالة، الأمين العام للجهاد الإسلامي، أعرب في أكثر من مناسبة عن رأيه حول ما يجري على طاولة المفاوضات، لكنه لم يعد قادرًا على التأثير بشكل مباشر على مسارها، بعدما أصبح الملف بالكامل في يد قيادة حماس.
ما بعد خروج الجهاد الإسلامي من ملف الأسرى
مع تحكم حماس الكامل في ملف التفاوض، تزداد التوقعات بأن تأخذ المفاوضات مسارات مختلفة، حيث ستتعامل الحركة بشكل مباشر مع الوسطاء الإقليميين والدوليين وفق أولوياتها السياسية والعسكرية. في المقابل، يبقى السؤال قائمًا حول مدى تأثير خروج الجهاد الإسلامي من المشهد على مستقبل العلاقة بين الفصائل الفلسطينية في القطاع، خاصة فيما يتعلق بإدارة الملفات الاستراتيجية.
وفي يمثل إطلاق آخر أسير لدى الجهاد الإسلامي نقطة تحول مهمة في مسار المفاوضات، حيث منح حماس اليد العليا في إدارة الملف مع الوسطاء الدوليين. ومع غياب أي تأثير مباشر للجهاد الإسلامي في هذا الملف، باتت جميع الأنظار تتجه نحو كيفية استثمار حماس لهذه الفرصة في تحقيق مكاسب سياسية وأمنية خلال الفترة القادمة.