بعد اقتراب الحرب على قطاع غزة من عامها الثاني، اتخذت إسرائيل قبل يومين قرارًا بتوسيع عملياتها العسكرية لتشمل مناطق جديدة، أبرزها مدينة رفح جنوب القطاع، والتي تؤوي مئات آلاف النازحين. جاء هذا القرار في وقت تجاوزت فيه الخسائر البشرية حاجز 50 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين، في واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وتواصل القوات الإسرائيلية غاراتها المكثفة والتوغلات البرية، مبررة ذلك بسعيها إلى “تصفية ما تبقى من البنية التحتية العسكرية لحماس”. إلا أن النتائج على الأرض كانت كارثية على المدنيين، حيث تم استهداف مخيمات ومراكز إيواء ومستشفيات، في ظل تحذيرات دولية من كارثة إنسانية وشيكة.

تصاعد الغضب الشعبي تجاه حماس

في مقابل هذا التصعيد، تتزايد الانتقادات الشعبية داخل غزة لحركة حماس، التي تتهمها شرائح متنامية من السكان بـ”التعنّت السياسي والعسكري”، ورفضها لعدد من المبادرات الدولية والعربية التي هدفت لوقف إطلاق النار وإنهاء المعاناة.

ويرى الكثير من المواطنين أن حماس لا تأخذ في اعتبارها حجم الكارثة التي يعيشها السكان، حيث أن تمسكها بخيار المواجهة دون وجود أفق سياسي واضح فاقم من الكلفة الإنسانية. يقول أحد النازحين في رفح: “نحن من يدفع الثمن، من منازلنا إلى أبنائنا، بينما لا نرى أي تقدم أو أمل بالخلاص. نحتاج إلى من يضع حدًا لهذا الجحيم، لا إلى المزيد من الخطابات.”

انقسام داخلي ومطالب بالمراجعة

الواقع في غزة اليوم يشير إلى انقسام داخلي متنامٍ، بين من لا يزال يرى في المقاومة المسلحة الخيار الوحيد في ظل الاحتلال، وبين من يدعو إلى مراجعة شاملة للخيارات الحالية، خاصة بعد اقتراب الحرب من إتمام عامها الثاني دون نتائج واضحة سوى الموت والدمار والتشريد.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي استمرار هذا النهج إلى انهيار داخلي وتفكك مجتمعي، في ظل انهيار الخدمات الأساسية، وغياب الأمل، وتدهور الأوضاع النفسية والاقتصادية لسكان القطاع.

مستقبل غامض في ظل صمت دولي

ومع كل يوم جديد من الحرب، تتفاقم المأساة، ويبدو أن غزة باتت عالقة في صراع مفتوح لا نهاية قريبة له، خاصة في ظل غياب أي تحرّك دولي فعّال قادر على فرض تهدئة أو الوصول إلى تسوية تحفظ الأرواح وتحمي ما تبقى من الكرامة الإنسانية.

وفي ظل هذه الظروف، تتجه الأنظار إلى الأطراف الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى، حيث تزداد المطالب بمراجعة الحسابات، والابتعاد عن الخيارات الصدامية التي جعلت من المدنيين وقودًا لحرب لا يبدو أنها ستتوقف قريبًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *