تتواصل الغارات الجوية والقصف المدفعي في مختلف مناطق قطاع غزة لليوم 227.
وتتركز في هذه الآونة الغارات في منطقتي مخيم جباليا للاجئين شمالي القطاع وفي رفح في الجنوب.
وبحسب شهود عيان فإن قوات إسرائيلية تحاصر في هذه الأثناء بيت لاهيا، كما خرج مستشفى كمال عدوان في الشمال عن الخدمة.
وأكدت مصادر طبية وشهود عيان أن مقاتلات إسرائيلية قصفت محيط مسجد الشيخ زكريا في حي الدرج شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى، وفي رفح جنوبا تسببت سلسلة غارات في مقتل خمسة أشخاص وإصابة ثمانية على الأقل من جراء قصف منزل لعائلة خفاجة غربي المدينة.
و أكد جهاز الدفاع المدني في غزة أنه تمكن من انتشال المئات من القتلى في مخيم جباليا وأنه لا يزال هناك آخرون تحت الأنقاض، بعد تدمير الجيش الإسرائيلي 300 منزل في جباليا منذ بداية التوغل الحالي منذ تسعة أيام.
وأكد الجهاز أن دبابات إسرائيلية تطلق القذائف باتجاه مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر في بيت لاهيا، وأن مستشفى كمال عدوان خرج عن الخدمة في ظل تهديدات الجيش الإسرائيلي.
على الصعيد الدبلوماسي، قال وزير الدولة في الخارجية القطرية محمد الخليفي اليوم إنه لا توجد إرادة سياسية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والعملية العسكرية مستمرة هناك.
التصريحات القطرية تأتي في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في مناطق مختلفة في القطاع.
وفي لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يوم الاثنين قال جالانت
إن إسرائيل تعتزم توسيع اجتياحها العسكري لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأضاف في بيان أصدره مكتبه عما قاله خلال الاجتماع مع سوليفان “ملتزمون بتوسيع نطاق العملية البرية في رفح لحين تحقيق هدف تفكيك حماس واستعادة الرهائن”.
والتقى مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد. وقال البيت الأبيض قبل اللقاء إنه من المتوقع أن يضغط سوليفان على إسرائيل لملاحقة مقاتلي حماس بطريقة اكثر دقة، وليس بهجوم واسع النطاق على مدينة رفح.
شهادات من سكان مخيم جباليا
وقال أحد سكان جباليا لبرنامج “غزة اليوم” الذي يبث عبر راديو بي بي سي عربي: “كنا داخل المنزل عندما سقط صاروخ عليه بشكل غير متوقع، وعلمنا بعد ذلك أنه صاروخ استطلاع من شظاياه المتناثرة. وأدى ذلك إلى وفاة أختي الكبرى وابنتها، كما أصبت بكسور وكدمات بالإضافة إلى نزيف داخلي أدى إلى استئصال الطحال. ولم يكن منزلنا يشكل أي خطر على القوات الإسرائيلية”.
كما قالت إحدى السيدات التي نزحت من بيت حانون إلى إحدى المدارس في مخيم جباليا إن “الجيش الإسرائيلي ألقى منشورات تأمرهم بمغادرة المكان”.
وأضافت لغزة اليوم: “لم نخرج في اليوم الأول، لكن في اليوم الثاني بدأت طائرة بإطلاق النار علينا، فهربنا تاركين وراءنا كل ممتلكاتنا. واصلنا الركض حتى استقرينا في أحد المنازل التي يملكها أشخاص لا نعرفهم، مع ست أو سبع عائلات أخرى…، نحن متعبون ويائسون، وهذه الحرب يجب أن تتوقف”.

التمريض في مستشفى كمال عدوان يناشد الصحة العالمية التدخل
ووصف محمود لوبد، مشرف التمريض في مستشفى كمال عدوان شمالي غزة، لبرنامج “غزة اليوم”الأوضاع داخل المستشفى في ظل المعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي وفصائل فلسطينية مسلحة التي يشهدها مخيم جباليا شمالي القطاع .
وقال لوبد: “واجه الطاقم الطبي والتمريضي في المستشفى يوما صعبا، حيث استقبلنا نحو 100 إصابة و28 قتيلاً. وقد أجلنا إجراء العمليات الطارئة لأكثر من ساعة ولجأنا إلى الإسعافات الأولية حتى خروج المريض الذي كان يُعالج داخل غرفة العمليات”.
وأضاف لوبد أنه “تم قصف أكثر من مكان بالقرب من مستشفى كمال عدوان، وأنه تم استهداف مبنى سكني قريب. كما تم قصف مخيم جباليا، من بين أماكن أخرى. واستهدفت الطائرات الإسرائيلية كل من كان يتحرك داخل المخيم”.
و ناشد محمود لوبد منظمة الصحة العالمية، قائلا إن مستشفى كمال عدوان يحتاج إلى الكثير من المستلزمات الطبية والأدوية والوقود وأضاف أن “المستشفى يحتاج إلى قدرات طبية وتمريضية والكثير من المستلزمات والأدوية والوقود، التي بدونها سيتوقف العمل داخله”.
وأضاف: “ندعو الجميع للوقوف إلى جانب غزة”.