وبعد قمة القاهرة والقمة الحالية في الدوحة، يعرب المواطنون الفلسطينيون عن أملهم في وقف إطلاق النار واتفاق تبادل الأسرى الذي من شأنه إحلال وقف الحرب والتحضير للاحتفال بشهر رمضان المبارك.
ويأمل السكان في قطاع غزة أن يلين موقف القيادة استجابةً لدعواتهم لتعزيز أي خطوة من شأنها وقف إطلاق النار حتى يتمكنوا
كشفت مصادر أمنية مصرية عن أن ظقطر ستستضيف محادثات بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل هذا الأسبوع بهدف التوصل إلى اتفاق هدنة.
وذكرت المصادر أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع آخر في قطر خلال اليومين القادمين بحضور ممثلين من كل الأطراف بمن فيهم حماس وإسرائيل من أجل إتمام الاتفاق النهائي.
وأضافت أن اجتماعا آخر سيعقد في القاهرة في وقت لاحق، والذي من المرجح أن يكون للاتفاق على مواعيد تنفيذ الاتفاق وآلية تنفيذه وتحديدا فيما يتعلق بالرهائن.
وكانت القاهرة شهدت في وقت سابق من هذا الشهر محادثات على مستوى عال بين وفود أميركية وقطرية وإسرائيلية سعيا لوقف الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة لم تفض إلى أي نتائج تذكر.
وتأتي هذه التطورات بعدما أعطى مجلس الحرب الإسرائيلي السبت الضوء الأخضر لإرسال وفد إلى قطر قريبا، لمواصلة المناقشات التي جرت في الأيام الأخيرة في باريس بهدف التوصل إلى اتفاق هدنة جديد في غزة يشمل إطلاق سراح رهائن، بحسب ما أفاد مسؤولون ووسائل إعلام محلية.
وتوجه وفد إسرائيلي برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى باريس الجمعة لمتابعة مشروع هدنة نوقش في العاصمة الفرنسية نهاية يناير مع نظيريه الأميركي والمصري ورئيس وزراء قطر.
وقال تساحي هنغبي، مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مساء السبت لقناة “إن 12” الإسرائيلية، “لقد عاد الوفد من باريس، ربما يكون هناك مجال للتحرك نحو اتفاق”. وأضاف قبيل اجتماع مجلس الحرب مساء السبت أن “الوفد طلب إبلاغ مجلس الحرب بنتائج قمة باريس ولهذا السبب سيجتمع مجلس الحرب مساء اليوم عبر الهاتف”.
وأوضحت وسائل إعلام إسرائيلية ليلا أن مجلس الحرب أنهى اجتماعه بإعطاء الضوء الأخضر لإرسال وفد إلى قطر خلال الأيام المقبلة لمواصلة هذه المفاوضات بهدف الاتفاق على هدنة لعدة أسابيع تشمل إطلاق سراح رهائن في مقابل الافراج عن أسرى فلسطينيين في إسرائيل.
تصر إسرائيل على الإفراج عن كل الرهائن الذين احتجزوا في هجمات السابع من أكتوبر، بدءا بكل النساء، لكن هنغبي لفت إلى أن “اتفاقا كهذا لا يعني نهاية الحرب”.
وتجري المحادثات بتفاؤل حذر بشأن فرص التوصل إلى اتفاق قبل بداية شهر رمضان، في النصف الأول من مارس المقبل.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين، السبت، قولهم إن مفاوضات باريس كانت جيدة وشهدت تقدّماً.
ونقلت القناة الـ12 تفاؤل مسؤول سياسي إسرائيلي لم تسمِّه، وقوله: “كانت محادثات جيّدة، وهناك تقدّم كبير. هناك أساس يمكن بناء خطة ومفاوضات عليه”.
ولفتت إلى أن “البشرى الأساسية من لقاء باريس أن هناك تقليصاً للفجوات، وتوجهاً إيجابياً، ما يتيح البدء بمفاوضات والدخول في تفاصيل التفاصيل بالقضايا ذات الصلة”.
ومن بين القضايا ما يتعلق بآلية إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة مقابل أسرى فلسطينيين من حيث العدد، وقائمة الأسماء، وعدد أيام الهدنة، ووجود قوات الاحتلال في القطاع.
وكشف موقع أكسيوس الأميركي، السبت، تفاصيل إطار جديد أكثر تفصيلاً لصفقة الرهائن قدمه المسؤولون الأميركيون والقطريون والمصريون إلى المفاوضين الإسرائيليين خلال اجتماع رئيسي في باريس، الجمعة، وهو ما أشاع التفاؤل بإمكانية نجاح المفاوضات.
وبحسب مصادر نقل عنها “أكسيوس”، يقترح الإطار المحدث أن تقوم حماس بإطلاق سراح ما يقرب من 40 محتجزاً في غزة، مقابل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
واعتبر نتانياهو الأحد أن العملية العسكرية التي أمر بالتجهيز لتنفيذها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ستجعل إسرائيل “على بعد أسابيع” من تحقيق “نصر كامل” مضيفا خلال مقابلة مع قناة “سي بي إس” الأميركية أن إبرام اتفاق هدنة مع حماس لن يؤدي إلا إلى “تأخير” موعد العملية.
وقال إنه لم يتضح بعد إذا كانت المحادثات الجارية ستتمخض عن اتفاق بشأن الرهائن رافضا الكشف عن تفاصيل لكنه أوضح أن حركة حماس لا بد أن “تقبل بحل منطقي”.
واكد أنه سيجتمع مع فريقه في وقت لاحق اليوم لمراجعة خطة عسكرية مزدوجة تشمل إجلاء المدنيين الفلسطينيين وعملية لتدمير ما تبقى من كتائب حماس.
وأعلنت الولايات المتحدة الأحد أن المحادثات متعددة الأطراف التي جرت في باريس قادت إلى “تفاهم” حول اتفاق محتمل يقضي بإطلاق حماس سراح رهائن ووقف جديد لإطلاق النار في قطاع غزة.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان لشبكة سي إن إن “اجتمع ممثلو إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر في باريس وتوصلوا إلى تفاهم بين الدول الأربع حول الملامح الأساسية لاتفاق رهائن لوقف مؤقت لإطلاق النار”.
وأضاف أن الاتفاق “لا يزال قيد التفاوض بشأن تفاصيله. ولا بد من إجراء نقاشات مع حماس عبر قطر ومصر، لأنه في نهاية المطاف سيتعين عليها الموافقة على إطلاق سراح الرهائن” متابعا “هذا العمل جار. ونأمل أن نتمكن في الأيام المقبلة من الوصول إلى نقطة يكون فيها بالفعل اتفاق متماسك ونهائي بشأن هذه القضية”.
واتهم رئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود باراك نتنياهو بأنه مستعد لتعريض الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة للخطر “على حساب إظهار نفسه قويا”، داعيا المواطنين إلى محاصرة الكنيست (البرلمان) قائلا لإذاعة الجيش الإسرائيلي “بالنسبة لنتنياهو، الظهور قويا أكثر أهمية من التوصل إلى اتفاق، فهو مستعد للمخاطرة بحياة المختطفين”.
ودعا باراك الذي شغل منصب رئيس وزراء إسرائيل بين عامي 1999–2001، مواطني بلاده إلى تنظيم احتجاجات مناهضة لحكومة نتنياهو، قائلا “يجب أن يتواجد 30 ألف شخص في الخيام أمام الكنيست لمدة 3 أسابيع، ليلاً ونهاراً”.
وأضاف “عندما يتم إغلاق الدولة سيدرك نتنياهو أن وقته قد انتهى وأنه لا توجد ثقة به- لأن ثلاثة من كل أربعة أشخاص يطالبونه بالاستقالة- وسيتطلب ذلك إجراء انتخابات بالفعل في يونيو”.
وفيما يتعلق بموعد الانتخابات، قال باراك خلال المقابلة ذاتها مع إذاعة الجيش “إذا تم تحديد الانتخابات بحلول نهاية مارس فلا يزال من الممكن إجراؤها في يونيو، وهو أمر بالغ الأهمية”.
وأضاف “أناشد الوزيرين بمجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت، أن يقودا هذا الأمر ويعلنا عنه”.
ومضى باراك مشيرا إلى رئيسة الوزراء السابقة غولدا مائير التي أعلنت تحملها المسؤولية واستقالت من منصبها بعد حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973 مع وزير الدفاع آنذاك موشيه ديان من الحكومة”.
وفي تل أبيب، تجمع آلاف الأشخاص مساء السبت في “ساحة المخطوفين” لمطالبة الحكومة بالعمل على تحرير الرهائن في غزة.
وقالت أورنا تال (60 عاما)، وهي صديقة لتساتشي إيدان الذي خطف من كيبوتس ناحال عوز، “نفكر فيهم طوال الوقت، ونريدهم أن يعودوا إلينا أحياء وبأسرع ما يمكن. سوف نتظاهر مراراً وتكراراً حتى عودتهم”.
قرب مقر الجيش في تل أبيب، جرت تظاهرة أخرى ضد الحكومة، تخللها توقيف 18 شخصا بحسب الشرطة.
وفي نهاية نوفمبر، أتاحت هدنة استمرت أسبوعا وتوسطت فيها قطر ومصر والولايات المتحدة، إطلاق سراح أكثر من مئة محتجز في غزة و240 أسيرا فلسطينيا من النساء والقصّر.
تطالب حركة حماس بوقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة ورفع الحصار عن القطاع الفلسطيني.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد رفض شروط حماس متعهّدا مواصلة الحملة العسكرية حتى تحقيق “النصر الكامل” على الحركة.
وفي بيان له، قال نتانياهو إن اجتماع السبت سيتطرق إلى “الخطوات التالية في المفاوضات”.
وجدّد رئيس الوزراء التشديد على ضرورة شن القوات هجوما على رفح في جنوب غزة رغم مخاوف كبرى من تداعيات ذلك على مئات آلاف المدنيين الذي فروا إلى هناك هربا من المعارك في بقية أنحاء القطاع.
وأضاف أنه بعد مفاوضات باريس “سأجمع بداية الأسبوع مجلس الوزراء للموافقة على الخطط العملياتية في رفح بما في ذلك إجلاء السكان المدنيين” في وقت تحذر الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في المدينة.
وتعرضت مدينة رفح لست ضربات جوية على الأقل مساء السبت.
وأجرى رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي السبت جولة في قطاع غزة وشدد على أن العمل العسكري هو السبيل الفاعل الوحيد لاستعادة الرهائن.
وقال مخاطبا الجنود إن القتال “رافعة”، مضيفا “علينا مواصلته بقوة… واستغلاله لتحرير الرهائن”.
قتل حتى الآن 29692 فلسطينيين على الأقل في غزة، غالبيتهم العظمى من المدنيين النساء والقصّر، منذ بدء الحرب في 7 تشرين أكتوبر، وفقا لآخر تقرير صادر عن وزارة الصحة التابعة لحماس.
في ذلك اليوم، نفذت قوات من كتائب القسام الذراع العسكرية لحماس هجوما من غزة على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس بناء على بيانات إسرائيلية رسمية.
كما احتجز خلال الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 130 منهم ما زالوا في غزة، ويعتقد أن 30 منهم لقوا حتفهم.