جهد السيد جيك سوليفان، المستشار الأمني الأمريكي، يتركز على تهدئة مستوى القتال في الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، واستكشاف مرحلة ما بعد النزاع.
تطمح الولايات المتحدة إلى قوة فلسطينية تقود المسؤولية في غزة حيث تديرها حاليًا حماس، شريطة أن تساهم الدول المجاورة في تلك القوة بعد انسحاب إسرائيل من القطاع، وفقاً لتقرير صحيفة. وول ستريت جورنال .
تخشى الولايات المتحدة من استمرار الفوضى في القطاع أو استمرار حماس في فرض إدارتها على المليوني نسمة الذين يعيشون فيه.
شنت حركة حماس هجومًا غير مسبوق على إسرائيل من قطاع غزة في السابع من أكتوبر، وأسفر ذلك عن مقتل 1200 شخص، وفقًا لتصريحات السلطات الإسرائيلية التي تعهدت بـ “القضاء” على حماس واستمرت في شن هجماتها على القطاع بشكل مستمر، مما أدى إلى مقتل أكثر من 18800 شخص وفقًا لأحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس.
ذكر مسؤولون أمريكيون وفلسطينيون أن سوليفان طلب من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن يوفر أفراد أمن يمكنهم تشكيل فريقًا قادرًا على القيام بدوريات في قطاع غزة.
ذكرت الصحيفة أن هؤلاء المسؤولين ناقشوا خطة إعادة تدريب 1000 ضابط سابق من قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في غزة، وبين 3000 إلى 5000 شخص آخر في الضفة الغربية الذين سيعملون في غزة بعد انتهاء الحرب.
يشير التقرير إلى أن هناك حاجة عاجلة لدى واشنطن والعواصم العربية للبدء في التخطيط لـ “اليوم التالي لحماس”، وذلك في ظل “فورة المحادثات الأمنية”. وحسب التقرير، فإنه لا يوجد موقف موحد بين الدول العربية بشأن من سيساهم بقوات في هذه المرحلة، لكن الجميع يتفق على ضرورة وقف إطلاق النار وإقامة دولة فلسطينية.
وأعرب سوليفان، يوم الجمعة، في تل أبيب عن اعتقاده بأنه غير “مناسب” أن تُحتل إسرائيل قطاع غزة لفترة طويلة، مع تزايد التكهنات حول مستقبل القطاع بعد اندلاع الحرب منذ أكثر من شهرين.
طالب رئيس السلطة الفلسطينية خلال استقباله سوليفان في رام الله يوم الجمعة بضرورة فتح جميع المعابر وزيادة دخول المواد الإغاثية والطبية والغذائية وتوفير المياه والكهرباء والوقود في أقرب وقت ممكن.
أكد عباس أن قطاع غزة يُعتبر جزءاً لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن قبول أو التعامل مع أي مخططات تهدف سلطات الاحتلال لفصله أو أي جزء منه.
وصل سوليفان إلى إسرائيل يوم الخميس، حيث التقى برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت. وتحدث عن إمكانية تحول الهجوم إلى عمليات أقل شدة في المستقبل القريب، وفقًا للبيت الأبيض.
أصر المسؤول الأميركي في وقت سابق على أن الحكومة الإسرائيلية أكدت “عدم نية الاحتلال الدائم لقطاع غزة، وضرورة أن تعود الإشراف والإدارة والأمن للفلسطينيين في غزة”.
وأشار إلى أنه سوف يكون هناك تحول إلى مرحلة جديدة من هذا الصراع، حيث ستركز الجهود بشكل أكبر على استهداف قيادة حماس وتنفيذ عمليات استخباراتية ضد الحركة المسلحة، ولكنه لم يحدد المدة الزمنية لذلك.
في تصريحات منفصلة، أعلن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن الولايات المتحدة وإسرائيل ناقشتا “تغييرًا في التركيز” من قصف واسع النطاق إلى عمل عسكري يستهدف أهداف ضيقة من النطاق المحددة، وذلك وفقًا لتقرير فرانس برس.
سيتركز الاختيار الثاني على “أهداف ذات أهمية كبيرة وتحتوي على بنى تحتية عسكرية محددة” وفقًا للمسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه.
وقد أقترحت واشنطن بأن تتولى السلطة الفلسطينية، بعد انتهاء الحرب، دورا في الحكم الذي يتمارس في قطاع غزة والذي تسيطر عليه منظمة حماس منذ العام 2007، على الرغم من هبوط شعبية السلطة ومقرها في مدينة رام الله بين الفلسطينيين.
صرح سوليفان قائلاً: “نحن نعتقد أنه يجب أن تتجدد وتتنشط السلطة الفلسطينية وتحدث نفسها فيما يتعلق بأسلوب حكمها وتمثيلها للشعب الفلسطيني”.
في الخميس، أعرب الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن رغبته في تركيز الإسرائيليين على سبل إنقاذ حياة المدنيين، وعدم التوقف عن مطاردة حماس، بل أن يظهروا تفهمًا أكبر.
ومع ذلك، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوم الخميس، من أن الحرب ستستمر لفترة طويلة. وأكد أن “حركة حماس تعتبرها تنظيمًا إرهابيًا وأنها بنت نفسها على مدار عقد من الزمن لمحاربة إسرائيل، وأنها أقامت بنية تحتية تحت الأرض وفوق الأرض، وسيكون من الصعب تدميرها”، وأضاف قائلاً “سنحتاج إلى وقت طويل، ستستغرق عدة أشهر، ولكننا سننتصر وسندمرهم”.
في الأسابيع الأخيرة، ألمحت إسرائيل إلى أن هدفها بعد انتهاء الحرب ليس تولي السيطرة المباشرة على قطاع غزة، وأكدت مرارًا أنها لا تسعى للاحتلال أو الحكم أو الإدارة في القطاع.