على أرض قطاع غزة تواصل آلة الحرب حصد الأرواح ، وفي أروقة الدبلوماسية يكافح الوسطاء لإحراز تقدم في مواجهة كابوس اجتياح رفح، آخر ملاذ النازحين.

 

أمس الأربعاء، تعرضت الجهود الدولية للتوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس لـ”انتكاسة”، وسط تقارير إعلامية تحدثت عن استدعاء تل أبيب فريقها المفاوض من محادثات القاهرة.

 

وتبادل نتنياهو وحماس الاتهامات بشأن عرقلة المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر في القاهرة.

 

ووفق وسائل إعلام عبرية، أمر نتنياهو وفدا إسرائيليا بعدم مواصلة المحادثات في القاهرة، مما أثار مخاوف بشأن مصير المفاوضات، وأثار انتقادات من عائلات الأسرى المتبقين البالغ عددهم حوالي 130.

 

وقال أقارب الرهائن إن قرار نتنياهو يرقى إلى حد حكم الإعدام على أحبائهم.

 

رفح والتحذير من اجتياحها

تعمل جهود الوساطة على دفع الأطراف المتحاربة نحو اتفاق قد يؤمن هدنة في الحرب المستمرة منذ أشهر والتي أودت بحياة أكثر من 28 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال وفقا لوزارة الصحة في غزة.

 

كما أدت الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر، إلى تدمير أجزاء واسعة من قطاع غزة، وتشريد معظم السكان، وتسببت في كارثة إنسانية.

 

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بالمضي قدما في الهجوم على مدينة رفح، بعد السماح للمدنيين بمغادرة “مناطق القتال”.

 

ولم يوضح نتنياهو أين سيسمح للمدنيين المحاصرين بالذهاب، وما هي الضمانات، إن وُجدت، التي سيتم وضعها لحمايتهم.

 

وفي هذه الأثناء، حذر منسق الأمم المتحدة لعمليات الإغاثة، مارتن غريفيث، من أن الهجوم على رفح “قد يؤدي إلى مذبحة في غزة”.

 

ضغوط دولية

وعلى خط الضغوط الدولية، دعا زعماء كندا وأستراليا ونيوزيلندا، اليوم الخميس، إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة.

 

وجاء في بيان مشترك لوزراء الدول الثلاث، صدر ردا على تقارير عن عملية عسكرية إسرائيلية مرتقبة في رفح: “إننا نشعر بقلق بالغ إزاء المؤشرات التي تشير إلى أن إسرائيل تخطط لشن هجوم بري على رفح. فالعملية العسكرية في رفح ستكون كارثية”.

 

وأكد البيان “هناك حاجة ماسة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”.

 

وحثت الدول الثلاث إسرائيل على عدم شن الهجوم، لكن البيان اعتبر أن أي وقف لإطلاق النار لا يمكن أن يكون “من جانب واحد”، وسيتطلب من حماس نزع سلاحها وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين على الفور.

 

وفي مكالمة هاتفية مع نتنياهو، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن عدد القتلى في غزة “لا يطاق”. داعيا إلى وقف القتال.

 

ومن المتوقع أن تستمر جولة المفاوضات في القاهرة حتى يوم غد الجمعة، حيث تهدف إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار وتبادل آخر للرهائن والأسرى بعد هدنة ناجحة استمرت أسبوعًا في نهاية نوفمبر الماضي.

 

ولا يزال عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم مقابل إطلاق حماس سراح الرهائن، هو النقطة الشائكة الرئيسية في المحادثات، وفقا لموقع”واللا” الإسرائيلي، نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين لم يذكر أسماءهم.

 

تطورات ميدانية وسياسية تصاحبها مخاوف من أن الوقت ينفد للتوسط في هدنة من شأنها أن توفر الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها لسكان قطاع غزة المحاصر البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، وإطلاق سراح نحو 130 رهينة إسرائيلية ما زالوا في أسر حماس، ومنع تمدد التصعيد إلى صراع أوسع.