من عام لآخر، يترقب المسلمون حول العالم حلول يوم عاشوراء، الموافق العاشر من شهر محرم الهجري، وفيه يُستحب الصيام بحسب السنة النبوية.
وبدأ المسلمون في اتباع هذه السنة منذ قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، حينها رأى اليهود يصومون يوم عاشوراء، وبسؤاله على السبب أبلغوه أنه “يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى عليه السلام”، حتى قال: “أنا أحق بموسى منكم”.
وصام النبي صلى الله عليه وسلم هذا اليوم وأمر المسلمين بصيامه، وباتت منذ هذه اللحظة سُنة تمثل فرصة للمسلمين للتخلص من ذنوب عام مضى، وتحمل فضيلة عظيمة وأجرا كبيرا لهم.
موعد يوم عاشوراء 2023
يحل العاشر من محرم من العام الهجري الجديد 1445 يوم الجمعة، الموافق 28 يوليو/ تموز.
وبالتالي، يستعد المسلمون لصيام تاسوعاء، الخميس 27 يوليو/ تموز، إضافة إلى يوم عاشوراء.
عن صيام يوم تاسوعاء
بخلاف عاشوراء، يعتبر صيام اليوم التاسع من محرم (تاسوعاء) سُنة مؤكدة، بحسب ما أشارت إليه دار الإفتاء المصرية في إحدى فتاويها، وفيها استشهدت بحديث روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما صام يوم عاشوراء قيل له إن اليهود والنصارى تعظمه، فقال: “إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع”، قَالَ ابن عباس: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه مسلم في “صحيحه”.
أوضحت الإفتاء المصرية أن تقديم صيام اليوم التاسع على العاشر مخالفة اليهود في اقتصارهم على عاشوراء، وكذلك خشية نقص الهلال وحدوث خطأ في رؤيته، فيكون التاسع في حقيقته هو اليوم العاشر من محرم.
الاحتفال بيوم عاشوراء
نوهت الإفتاء المصرية بأنه من المستحب في يوم عاشوراء التوسعة على الأهل، وفقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم القائل: “مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ”.
وتختلف مظاهر الاحتفال بيوم عاشوراء من بلد لآخر، ففي مصر على سبيل المثال لا الحصر يعدّ كثيرون طبقًا من الحلوى يحمل نفس الاسم “عاشوراء”، وهو مكوّن من قمح منقوع في الماء لمدة تتراوح ما بين يومين إلى 3 أيام، على أن يُحلى بالعسل أو السكر، مع تزيينه بالزبيب.