بعد مرور أكثر من عام على الحرب في قطاع غزة٬ يبدو بأن أصبحت غزة وحيدة ٬ دون التفات العالم لها ٬ حيث تراجع الدعم العربي والدولي لغزة ٬ في حين يجري لبنان مفاوضات بشكل منفرد قد يؤدي لوقف اطلاق النار بين لبنان وإسرائيل٬ بينما أفادت وسائل إعلام بأنها تقدمت بشكل كبير٬ والارتكاز على إيران بات يشكل مأزق لأنها لا تستعجل الرد ومن الممكن أن تمتص الضربة الإسرائيلية داخل إيران.
ويري خبراء بأن قطاع غزة ترك وحيداً في هذه الحرب ٬ حيث تراجع الدعم العربي لقطاع غزة٬ والمفاوضات في كل مرة تصل إلى طريق مسدود وهذا يدل على أنه لا توجد دول ضاغطة لدفع سير عملية التفاوض.
أظهر استطلاع جديد، أجرته «رويترز/إبسوس»، أن التأييد الشعبي في الولايات المتحدة لحرب إسرائيل على قطاع غزة، في تراجع، بينما يعتقد أغلب الأميركيين أنه يتعين على إسرائيل إعلان وقف لإطلاق النار في الصراع الذي تفاقم إلى أزمة إنسانية.
واستطلاع الرأي، الذي أُجري على مدار يومين آخِرهما الثلاثاء، أَظهر أن نحو 32 في المائة من المشاركين قالوا إن «الولايات المتحدة عليها أن تدعم إسرائيل»، لدى سؤالهم عن الدور الذي من المفترض أن تقوم به بلادهم في الصراع. وقلّت بذلك النسبة عن 41 في المائة. كان هذا موقفهم في استطلاع رأي أجرته «رويترز/إبسوس» يوميْ 12 و13 أكتوبر (تشرين الأول).
وارتفعت نسبة من قالوا إن «الولايات المتحدة يجب أن تكون وسيطاً محايداً» إلى 39 في المائة، في الاستطلاع الجديد، من 27 في المائة قبل شهر.
وقال 4 في المائة من المشاركين في الاستطلاع إن على الولايات المتحدة دعم الفلسطينيين، و15 في المائة قالوا إن الولايات المتحدة يجب ألا تتدخل إطلاقاً، والنسبتان مماثلتان لما أظهره استطلاع الشهر الماضي.
وقال نحو 68 في المائة من المشاركين في استطلاع «رويترز/إبسوس»، إنهم يوافقون على جملة «إسرائيل عليها أن تعلن وقفاً لإطلاق النار وتحاول التفاوض».
ويرى بعض الغزيين أن هناك عدم اهتمام دولي وعربي بالحرب على غزة، وأنها تحولت لحرب استنزاف طويلة، ناهيك بأن تتغول أكثر في غزة دون ردود فعل عالمية. لكن هذا ليس شعوراً، برأيي هو الواقع، فهذه ليست حرب استنزاف، إنما استمرارا للإبادة.
الواقع برأيي أن الفلسطينيين تركوا وحدهم خصوصاً مع تراجع زخم التضامن الدوليّ خلال الأشهر الماضية، واستمرار العمليات العسكريّة الإسرائيلية دون الوصول إلى أي هدنة، وهذا ما يتضح في تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي قال :”على عكس العمليات السابقة لدينا هذه المرة الشرعية لمواصلة القتال حتى النهاية”.
وأما العالم العربي فلا صوت ولا صورة، ومن الواضح للجميع أنه لم تعد تُمارس أي ضغوط عربي على أحد، خصوصاً إسرائيل.
لم يعد يخفي الناس في قطاع غزة الانتقادات، والشعور بأنهم تُركوا وحيدين منذ بضعة أشهر، بسبب عدم نجاح المجتمع الدولي في وقف الحرب. وفي الأيام الأخيرة، لقي هذا الشعور صدى بشكل متزايد إثر المجازر الواسعة التي نفذتها إسرائيل في مواصي خان يونس، وفي النصيرات، وفي مخيم الشاطئ في مدينة غزة، يشعر الناس غزة أن الاهتمام الدولي يتركز على مصير الضيف لا على الثمن الذي يدفعونه.
يتزايد الحديث في الأوساط السياسية عن احتمالية فصل الساحات وجبهات القتال بين قطاع غزة ولبنان كجزء من استراتيجية أمريكية وإسرائيلية، بدعم من فرنسا، في محاولة جديدة لفرض تسويات سياسية تحقق لإسرائيل أهدافها بعدما فشلت الحرب والأدوات العسكرية تحقيق إسرائيل كافة أهدافها على مدار أكثر من عام.